يعاني بعض الأفراد من حالة يصفها العلماء بكراهية الصوت ( ( misophonia حيث تثير أصوات معينة الانفعالات السلبية لديهم ، مثلا يغضب الشخص من سماع الأصوات التي تصدر عن الآخرين أثناء تناولهم للطعام والشراب كصوت المضغ أو البلع أو صوت التهام المأكولات ، وكذلك صوت ارتشاف السوائل الساخنة كالقهوة أو الحليب . وربما تدفع هذه الكراهية للصوت إلى تفضيل الفرد للعزلة كي يحافظ على هدوئه وراحته ، وقد تؤثر على علاقاته بالآخرين وتجعله يخسر بعضهم عندما لا يتمكن من ضبط انفعاله المرتبط بالصوت المكروه ، ويزداد الأمر سوء إذا كان أحد أفراد الأسرة ينفعل بشدة لسماع مثل تلك الأصوات ، فإذا كان الزوج أو أحد الأبناء يتوتر عند سماع صوت المضغ أثناء تناول وجبة الغداء فقد يدفعه هذا الشعور إلى إنهاء وجبته بسرعة أو التصرف على غير عادته كأن يأكل متجهما ، أو لا يأكل بلطف عند استخدام الملعقة أو الشوكة ، أو يكون سهل الاستثارة لأي موقف بسيط يحدث على المائدة بحيث يستغل هذا الموقف للتنفيس عن الغضب الذي يشعر به نحو الصوت الذي أزعجه ، وقد يدور حوارا غاضبا في داخله ، وتتردد عبارات الاستياء في حديثه الذاتي مع نفسه ويمكن أن يقول لنفسه (هذا الصوت يثير جنوني وغضبي ) .
وقد تلاحظ الأم أن طفلها الصغير يرفض الجلوس بالقرب من أحد أفراد الأسرة الكبار دون سبب ظاهر ، وعندما تحاول فهم السبب تجد أن هذا الشخص يتنفس أو يتجشأ أو يسعل بطريقة تزعج الطفل وتثير غضبه . وهناك أصوات أخرى لها نفس رد الفعل الانفعالي السلبي مثل صوت دقات الساعة أو صوت الكتابة على لوحة المفاتيح ، ..الخ من الأصوات التي تأخذ طابع الانتقائية فتكون هي دون غيرها تثير التوتر والغضب والتشتت لدى الأفراد .
ورغم انتشار كراهية الأصوات بين الناس إلا أنها لم تحظ بالاهتمام الكافي من الناحية التشخيصية والعلاجية والبحثية ويمكن أن تتم مساعدة الأفراد الذي يعانون من هذا الأمر من خلال طرق العلاج السلوكي المعرفي لضبط الانفعالات والتحكم في ردود الأفعال في مثل تلك المواقف المثيرة للغضب .
وكالات