على غير المتوقع، واصلت أسعار معظم أنواع الخضروات انخفاضها بشكل متسارع في أسواق قطاع غزة، إلى أن وصلت لمستويات قياسية لم تصلها من قبل.
فقد انخفض ثمن الكيلو غرام الواحد من الطماطم والبصل والخيار إلى ما دون الشيكل ونصف الشيكل، بينما لحق به الكرنب والقرنبيط والبازيلاء والفول الأخضر، فيما حافظت باقي الأنواع على أسعار وصفت بأنها دون المتوسط.
وألحقت الأسعار المتدنية خسائر كبيرة بالمزارعين، خاصة ممن يزرعون محاصيلهم داخل الدفيئات، مثل الطماطم والخيار، نظراً لكلفة الزراعة العالية داخل الدفيئة.
أسباب الانخفاض
ووصف بائع الخضروات يوسف عمار أسباب انخفاض الأسعار لزيادة الإنتاج خاصة فيما يتعلق بالطماطم، فقبل عدة أشهر كانت أسعارها قد ارتفعت بشكل كبير، وهذا دفع العديد من المزارعين لزراعتها طمعاً بأرباح كبيرة، لكنها نضجت جميعها في وقت واحد، وغزت الأسواق، ففاق العرض الطلب، ما أدى إلى انخفاض الأسعار.
وأكد عمار أن أفضل طماطم يباع الكيلو جرام الواحد منها لقاء شيكل واحد، وهذا تسبب في خسائر فادحة للمزارعين، فهذا السعر لا يغطي كلفة جمعها، لذلك فإن بعض المزارعين هجروا دفيئاتهم، وتوقفوا عن ريها ومتابعتها.
وأكد أن الأمر نفسه انطبق مع البطاطا، التي أعطت إنتاجاً وفيراً وغير متوقع بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت، والمساحات الشاسعة التي زرعت.
ولفت إلى أن ضعف الحركة الشرائية، وصعوبة التصدير، كانا عاملين مهمين في انخفاض الأسعار.
خسائر كبيرة
وكان مزارعون أكدوا أن الانخفاض المفاجئ في الأسعار زاد من معاناتهم وألحق بهم خسائر كبيرة وغير متوقفة.
وأكد المزارع أحمد أبو ماضي، أن أكبر الخاسرين جراء موجة الانخفاض المذكورة هم مزارعو الطماطم والخيار، فكلا المحصولين يحتاجان إلى رعاية كبيرة، وتكلفتها عالية. ويأتي بعد ذلك مزارعو البطاطا، لكنهم الأقل ضرراً، لأنه بإمكانهم تخزين جزء من محصولهم في برادات، لبيعها في وقت لاحق من العام.
وأشار أبو ماضي إلى أن خسائر متوقعة لمزارعي البصل، الذي أوشك موسم حصاده، فثمة مساحات كبيرة من الأراضي زرعت به، ومن المتوقع أن يقترب سعر الكيلو جرام منه شيكلاً واحداً.
وأكد أن المزارعين من أكثر الفئات تضرراً، لذلك هم بحاجة إلى من يقف بجانبهم، ويدعمهم، ليستطيعوا مواصلة عملهم، مؤكداً أن تكاليف الزراعة كلها تكون عبارة عن ديون يتعهد المزارع بسدادها عبر توقيعه على سندات، وفي حال خسرت زراعته قد يتعرض لمشاكل قانونية، لعدم قدرته على السداد.
وبدا المواطنون راضين عن تدني الأسعار، ويتمنون استمرار الحال، نظراً لأن الخضروات تعتبر من متطلبات المنازل الأساسية.
وأكد المواطن سامي شعبان، أنه اشترى كمية كبيرة من الخضروات الطازجة المتنوعة، بمبلغ لم يتعد 30 شيكلاً، ففي السابق كانت نفس الكمية بحاجة إلى 70 أو 80 شيكلاً لشرائها.
وأكد شعبان أنه سيشتري المزيد من الخضروات، ويخزن بعضها، فالبطاطا سيدفنها في رمال جافة، والطماطم سيقوم بعصرها ووضعها في البراد، فهذه من وجهة نظره أفضل فرصة للتخزين.
وشوهد مواطنون يحملون كميات كبيرة من الخضروات ويعودون بها إلى منازلهم، في حين كان باعة يبيعون أكياساً ممتلئة من البطاطا يصل وزن الواحد منها إلى 12 كيلوجراماً، مقابل عشرة شواكل.
نقلا عن الأيام