يحكي التاريخ إيمان جميع الثقافات بلا استثناء بفأل الخير أو الشر وسوى ذلك من معتقدات تبدلت وتغيرت، فيما لا يزال الكثير من الشعوب يؤمن بها حتى بعد اعتناقها الديانات السماوية.
وبين المعتقدات وفؤول الخير والشر ما هو مدهش، وما هو خاطئ بالأساس وما أصبح باليا، كما لا تزال بعض الثقافات تتقيد بفؤول وطوالع حتى اليوم، فبعض الفؤول تحمل المرء على التصديق بها فعلا.
ورغم ذلك، فإن معظم الناس يرفضون الأخذ بهذه الاعتقادات ويدرجونها في خانة الترهات والسخافات، إذ بعضها فعلا كذلك. ولكن، وبغض النظر عن مدى صحة أو ضعف هذه الاعتقادات فإن بعضها يصدق، كما وأنه أمر محتوم.
والسؤال: هل أن الاعتقاد الذي يحظر النوم قبالة المرآة، معزز وصادق في ما يؤكده؟
المرآة واحدة بين الأشياء الساحرة المحاطة بالغموض منذ القدم. والملفت في تاريخ المرآة أنها كانت تصنع من البرونز في بداياتها الأولى، ولم تكن إلا صفيحة معدنية مصقولة إلى درجة تجعلها تعكس الضوء والصورة، وبقي الأمر كذلك إلى أن ظهرت المرآة المعتادة في القرون الوسطى.
ففي أوروبا، كان أول من بادر إلى صناعة المرايا، أهل فينسيا في إيطاليا، حتى أن انتقلت صناعتها إلى فرنسا في عصر الانحطاط الذي عاشته جمهورية فينيسيا.
أما روسيا، فأول ظهور للمرآة فيها، كان في عهد الإمبراطور بطرس الأكبر، لكن اقتناءها كان يقتصر على عائلات النبلاء والأرستقراطيين، ولم تنتشر بين عموم الناس إلا مطلع القرن العشرين.
وفضلا عن منافع المرآة، فإنها تخفي الكثير من المخاطر، حيث يسود اعتقاد منذ القدم أن المرآة لا تعكس ما حولها فحسب، وإنما تحوي في طبقاتها عالما موازيا وخفيا، وأن العالم الموازي هذا مليء بمختلف المخلوقات، فضلا عن طاقة كبيرة تضمرها المرآة.
واستنادا إلى ذلك، تروج الكثير من الاعتقادات والتصورات حول المرآة عموما، وبينها أن النوم قبالتها قد يعود على النائم بالشر والإخفاقات، وما هو أسوأ من ذلك، ينضب قواه الروحية.
ففي أوروبا يسود اعتقاد مفاده أن المرآة قد تجذب ليلا روح النائم وتبتلعها إلى العالم الموازي، إذ أنه ووفقا لمعتقد آخر فإن الروح البشرية تغادر جسدها خلال النوم وتسبح في الهواء بل في أماكن بعيدة كل البعد عن صاحبها الذي لن يصحو من نومه قبل عودتها إليه.
كما أنها وحسب هذه الاعتقادات، تمتص الطاقة ممن ينام قبالتها، نظرا لأن الإنسان حينما يغفو يدخل مرحلة هي الأضعف في حياته. ولا يجوز النوم مقابل المرآة لأنها سوف تعكس زوايا السرير، الأمر الذي قد يفضي إلى تعرض الإنسان إلى إخفاقات في حياته، وحتى للخيانة الزوجية، كما لا يتعين أيضا أن ينام الزوجان على سريرين منفصلين أمام المرآة، لأن ذلك قد يضاعف الضرر عليهما قياسا بما لو ناما على سرير واحد.
المصدر: "بيليون نيوز"