رغم موت مهنة الخياطة في القطاع منذ ان اغرقت الاسواق بالبضائع المستوردة من الخارج وخاصة الصين، الا ان العديد من عمال الخياطة المتعطلين لم يفقدوا الامل باعادة احياء المهنة التي كانت مشغلا رئيسيا للعمالة في قطاع غزة قبل اكثر من 15 عاماً.
ويعاني عمال الخياطة من تردي اوضاعهم المادية والاقتصادية بعد ان اغلقت الغالبية العظمى من مشاغلهم خلال السنوات الاخيرة بعد ان توقف التصدير للخارج، اضافة الى اغراق التجار المحليين الاسواق بالملابس الخارجية.
وطالب العامل ايهاب عبد الله في الاربعينات من عمره الحكومة والجهات القائمة في القطاع على تقنين دخول الملابس من الخارج لاتاحة الفرصة لاحياء المهنة وعودة اكثر من ثلاثين الف عامل خياطة الى مشاغلهم.
واضاف عبد الله انه ومنذ فقدانه عن العمل في المهنة منذ اكثر من عشر سنوات لم يستطع التكيف مع أي عمل آخر ما زاد وفاقم من اوضاعه الاقتصادية والمادية.
وانتقد بشدة غياب الضغط باتجاه وقف تدفق الملابس المستوردة من الخارج، داعياً النقابات الى الضغط على الحكومة والادارات القائمة في غزة من اجل وقف الاستيراد.
اما العامل سامي معروف فتساءل عن المصلحة الوطنية من استمرار تعطل اكثر من ثلاثين الف عامل خياطة عن العمل منذ سنوات طويلة.
وقال معروف انه كان والعشرات من نظرائه الخياطين يعملون في المهنة ويدرون دخلاً مناسباً لعوائلهم ولكن ومنذ ان فتح باب الاستيراد على مصراعيه من الخارج انقطع العمل وانقطعت ارزاقهم وباتوا اشبه من المتسولين يجوبون الشوارع يومياً بحثاً عن عمل بأبخس الأثمان.
وانتقد الحكومة والمسؤولين عن الاستيراد بشدة لتجاهلهم قطاع الخياطة والمشاغل التي تكبدت خسائر بملايين الدولارات خلال السنوات الماضية.
وقال معروف انه عمل في الخياطة لاكثر من عشر سنوات قبل ان يفقد عمله بعد ان اغلق صاحب العمل مشغله.
فيما يأمل العامل الخمسيني ابراهيم عامر من عودة الحياة الى المهنة التي عمل بها لأكثر من عشرين عاماً.
وطالب عامر نقابات العمال بالتحرك الفوري لإعادة الاعتبار للمهنة التي لم يستطع التكيف مع مهنة اخرى منذ توقفه عن العمل  منذ اكثر من 12 عاماً.
وأضاف عامر انها المهنة الوحيدة التي يستطيع ان يعمل بها بعد ان ضعفت قواه ولم يعد يستطيع العمل في قطاع البناء.
من جانبه قال زكي خليل رئيس نقابة عمال الغزل والنسيج في محافظات غزة آن الأوان لخوض مرحلة النضال المطلبي والدفاع عن عمال الخياطة وحقوقهم خاصة في ظل الوضع المتردي الذي آلت اليه مهنة الخياطة والنسيج بعد ان فقد العمال أماكن عملهم نظرا للظروف السياسية والاقتصادية وإغراق الأسواق بالبضائع الصينية رخيصة الثمن، ما ادى لإغلاق مصانع الخياطة.
وأضاف خليل لـ»الأيام» ان وقوع العمال بين سندان البطالة ومطرقة الفقر دون نظر المسؤولين من أطراف الإنتاج الى أوضاعهم، ادى الى تفاقم أوضاعهم الاقتصادية والنفسية.
واعلن عن استعداد النقابة لاستقبال العمال وتثقيفهم نقابيا ليكونوا على دراية بحقوقهم التي كفلها لهم قانون العمل، وتقديم الخدمات التي يمكن توفيها للعمال خاصة في ظل وجود صندوق التشغيل الفلسطيني ووزارة العمل ومنظمة العمل الدولية.
وأبدى خليل استعداده لطرق كافة الأبواب بهدف مساعدة العمال والعمل على التخفيف من معاناتهم خاصة وانهم يعانون منذ عشر سنوات من البطالة وعدم ايجاد فرص عمل.

نقلا عن الأيام