منذ بداية الهبة الجماهيرية في الأول من تشرين اول 2015 ترك عدد من الشهداء كلماتهم الاخيرة ووصاياهم لتبقى لاهاليهم ذكرى من بعدهم.
وكانت وصية الشهيد بهاء عليان (22 عاما) الذي استشهد في 13 تشرين اول، خلال تنفيذه عملية الحافلة في القدس التي أدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين وجرح عدد آخر، الابرز بين وصايا الشهداء وتركت الاثر الكبير في نفوس الفلسطينيين حيث كتب عليان وصيته على فيسبوك تحت عنوان "الوصايا العشرلأي شهيد"
وتم تنفيذ بنود من وصيته من خلال سلسة قراءة بشرية قام بها ناشطون في مختلف جامعات الوطن.
"سامحوني" لم تغيب عن وصايا الشهداء
لم تغيب كلمة سامحوني عن وصايا الشهداء، حيث ترك الشهيد مؤيد الجبارين (20 عاما) من بلدة سعير شمال الخليل والذي استشهد في 14 كانون الثاني، في بيته وصية كتبها بخط يده، طالب فيها والدته ووالده بمسامحته، "يا رب تسامحيني يا أمي، يا رب تسامحني يا أبي، سوف اقتل جنديين اسرائيليين، وأخذ بثأري منهم، لا تزعلي يا أمي ابنك شهيد ورافع رأس فلسطين..اتمنى ان تسامحوني، وان شاء الله شهيداً، وآسف جداً جداً على ما سببته لكم، وان شاء الله ربنا بصبركم"، وختم وصيته:" ولا بد للقيد ان ينكسر ولليل ان ينجلي".
وكان الشهيد أمجد سكري الذي استشهد في 31 كانون الثاني بعد تنفيذه عملية اطلاق نار على حاجز "بيت ايل" قرب رام الله، قد كتب قبيل استشهاده بساعتين على فيسبوك"صباحكم نصر بإذن الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله"، ونشر في وقت سابق: "الله أعلى وأعلم من القادم وأين، اللهم أمتني على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن سيدنا محمدًا رسول الله، سامحوني".
ولم تقتصر وصايا الشهداء على المسامحة بل على رغبة الشهيد الاخيرة بنيل رضا والديه، "ارضي علي يما، ولا تبكي علي" هذه كانت وصية الشهيد حامد عابد (20 عاما) من بلدة سلواد شرق رام الله قبل استشهاده برصاص الاحتلال بزعم تنفيذه عملية دهس، وتوصيه شقيقته بالدعاء له بالرحمة.
وفي بلدة قَطَنة، شمال غرب مدينة القدس ترك الشهيد أحمد طه (20 عاما) وصيته، وجاء فيها "بسم الله الرحمن الرحيم...قال تعالى " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير .. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله " صدق الله العظيم... إن هذه الآية تنطبق طبق الأصل على واقعنا هذا . لما يفعله المستوطنون اليهود بنا وبالقدس . فعلينا أن نثأر منهم...وأنا أوصيكم أن تكونوا على نهج الشهداء وأن لا تترددوا بتنفيذ عملياتكم البطولية... فمن كياني الشخصي أعلن تنفيذ عملية نصرة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونصرة للمسجد الأقصى والمساس بأعراضنا...ولا تحزنو ان هُدم البيت فبإذن الله يبني الله لنا بيتا في الجنة".
ولم ينس الشهيد الفتى أحمد يوسف عامر (16 عاماً) من بلدة مسحة، الذي استشهد أمس الأربعاء، بعد تنفيذ عملية طعن في منطقة الجسر شمال قرية الزاوية قرب سلفيت، الديون التي عليه وارفقها ضمن وصيته التي جاء فيها " بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.ز الة امي وابي الاعزاء سامحوني وارضوا عني فإني شهيد بإذن الله والحمدلله على كل شيء.. أريد منكم الا تذكروا محاسني بل اذكروا مساوئي ليسامحني الناس عليها واكسب اجرها... وفي ناس الهم علي دين: رامي محي الدين 8 شيقل، خالي حمدالله 20 شيقل، مطعم البيك 32 شيقل".
وطلب الشهيد محمد الكالوتي (21 عاما) من كفر عقب شمال القدس المحتلة وأحد منفذي عملية اطلاق النار في مدينة القدس المحتلة أمس في وصيته "الوصايا السبع" ان "لا يتم تبني استشهاده من أي من الفصائل والا يرفع الا راية رسول الله، وعدم الحزن عليه"، وقال في وصيته "لاتحزنوا على بيت من حجر يهدم...أراكم في الجنة ان شالله".
الكاتب: زويا الزبن
نقلا عن "الحياة الجديدة"