تسود حالة تذمر في أوساط مربي الدواجن بقطاع غزة بسبب انخفاض أسعار بيع إنتاجهم إلى أقل من سعر التكلفة وانعكاس ذلك على تكبدهم خسائر مالية كبيرة، مطالبين وزارة الزارعة باتخاذ خطوات جادة لخفض تكاليف الإنتاج من الأعلاف، والصيصان، وتحديد أعداد البيض المخصب المورد، ووضع حد لموزعين مستغلين.

يقول مربو الدواجن سليمان الشيخ عيد الذي يمتلك ثلاثين مزرعة دواجن جنوب القطاع, إنه يتكبد ما بين (10-15) ألف شيكل في كل مزرعة بسبب انخفاض أسعار البيع للتجار والموزعين.

وأضاف لـ"فلسطين": "إن وزارة الزراعة حددت سعر بيع كيلو الدجاج بـ8 شواكل في المزرعة، وعلى الرغم من أن هذه التسعيرة لا تتلاءم مع تكلفة الإنتاج والتى تتراوح ما بين 8-9 شواكل للكيلو الواحد، إلا أن موزعين وتجارًا يساومون المربي على السعر، إذ يطلبون ثمن الكيلو بــ 7-7.5 شواكل".

وأشار إلى أنه نظرًا لزيادة معدلات الإنتاج من الدجاج عن الحاجة يضطرون إلى الرضوخ للسعر الذي يطلبه الموزع.

وعبر الشيخ عيد عن استهجانه من فتح الباب أمام إدخال الدجاج المجمد إلى أسواق القطاع في الوقت الذي يغطي الإنتاج المحلي احتياجات السوق.

وقال: "إن تجارًا كبارًا يملؤون ثلاجتهم في غضون يومين بـ5 أطنان من الدجاج المجمد، ثم يبدؤون بضرب السوق والتلاعب بالأسعار".

من جهته عبر المزارع فايز رضوان عن استيائه من إفساح وزارة الزراعة المجال أمام أصحاب الفقاسات بإدخال كميات كبيرة من البيض المخصب على غير العادة، لافتًا إلى أن هذه الكميات ظهرت نتائجها بعد شهرين، حيث زاد المعروض في السوق وقابله انخفاض في الأسعار.

وأشار إلى تعرض مربي الدواجن بغزة إلى خسائر مالية كبيرة، قبل وصول الإنتاج إلى مرحلة الجاهزية وذلك بسبب الأمراض التي تصيب الطائر، وتقلبات الطقس.

ونوه إلى تكبده في الحرب الأخيرة خسائر تقدر بـ200 ألف دينار، مبينًا أنه اضطر إلى الاستدانة من الشركات لتزويد مزرعته الجديدة بالصيصان وما تحتاج له من الأعلاف.

بدورها أكدت وزارة الزراعة بغزة أن قطاع الدواجن يتعرض بين فترة وأخرى إلى تذبذب في الأسعار، مؤكدة في الوقت نفسه اتخاذها عدة قرارات وفرضها قيودًا لإعادة الحالة إلى التوازن.

وقال طاهر أبو حمد مدير دائرة الإنتاج الحيواني في الوزارة: "يلاحظ المستهلك أن انخفاضًا طرأ على أسعار بيع الدواجن في هذه الأوقات، وهذا يرجع إلى موافقة وزارة الزراعة في السابق للتجار وأصحاب الفقاسات بزيادة كمية البيض المخص، فالذي حدث أن إنتاج شهر فبراير اتسم بالزيادة، فكان العرض أكثر من الطلب، وهنا انخفضت الأسعار".

وأضاف لـ"فلسطين": "ولحماية مربي الدواجن، حددت الوزارة سعر كيلو الدجاج على أرضه بــ8 شواكل، وعممت هذه التسعيرة على الموزعين والمربين، أما عن شكوى المربين من مساومة الموزعين للسعر، فإننا ندعوهم إلى عدم التعاطي مع هؤلاء، وتبليغ الوزارة ومباحث التموين عنهم".

وأشار إلى أن أسعار الدواجن سترتفع بعض الشيء في غضون عشرة أيام نظرًا لقرب نفاد إنتاج شهر فبراير.

وتحدث أبو حمد عن إجراءات اتخذتها الوزارة لتنظيم قطاع الدواجن بغزة منها ضبط كميات البيض المخصب شهريًا بحيث لا تتجاوز 3.5 ملايين بيضة، منع دخول المجمدات من داخل الخط الأخضر لإفساح المجال أمام المنتج المحلي.

وذكر أن الوزارة اتخذت أيضًا قرارًا بشأن شهر رمضان وموسم عيد الأضحى، حيث ستسمح بزيادة البيض المخصب إلى 4.5 ملايين بيضة نظرًا لزيادة الطلب على الدجاج في رمضان، على أن يخفض الرقم إلى النصف في موسم عيد الاضحى نظرًا لعزوف المواطنين عن شراء اللحوم البيضاء.

شروط وضوابط
وتحدث عن شروط توضع للراغبين في استيراد البيض من الخارج منها تقديم شهادة منشأة وشهادة صحية، ألا يقل وزن البيضة عن 52 جرامًا، لافتًا إلى إخضاع البيض لرقابة الأطباء البيطريين والمختبرات الخاصة.

وأكد أن قطاع غزة به اكتفاء ذاتي من لحوم الدجاج والحبش وبيض المائدة، معبرًا عن أمله في أن تساهم الخطوات التي اتخذتها الوزارة في عودة الأمور إلى وضعها الطبيعي.

وبشـأن مطالب المربين من الوزارة بخفض تكاليف الإنتاج، بين أبو حمد أن سعر الصوص اليوم لم يعد كما كان، حيث سعره لا يتعدى 2 شيكل في حين أنه كان في السابق السعر يتعدى الثلاثة شواكل، كما أن الوزارة وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ساهمت في توفير كميات من غاز الطهي إلى مزارع الدواجن، وتنفذ جولات ميدانية لمتابعة المزراع على أرض الواقع وإخضاعها للفحوصات البيطرية كذلك الأمر مع الفقاسات.

وتحدث عن نجاح وزارته في تقليص نسبة النفوق بين الدواجن وزيادة نسبة الفقس من الصيصان بسبب إيجاد منافسة بين أصحاب الفقاسات في إدخال كميات من البيض المخصب، وفرض رقابة مشددة على المعابر والأسواق لمنع إدخال وبيع البيض غير الصالح والأعلاف الرديئة، والسعي الجاد مع هيئة البترول لتوفير غاز التدفئة للدواجن.

نقلا عن فلسطين أون لاين