تعيش الفلسطينية أسمهان علي أوضاعاً معيشية قاسية بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي منزلها الذي كانت تقطن فيه رفقة زوجها وأبنائها الأربعة، وعدد من إخوانه، في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014.
تقول لـ"العربي الجديد"، إنّ المرأة الفلسطينية في القطاع المحاصر منذ عشر سنوات تعيش أوضاعاً قاسية بفعل الحروب الإسرائيلية المتلاحقة والحصار وعدم وجود فرص عمل تساهم في التخفيف من حدة الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها السكان.
وتشير إلى أنّ الواقع المعيشي للقطاع يؤثر على المرأة الغزية ويجعلها الأسوأ بين نظرائها على مستوى العالم، بفعل غياب حالة الاستقرار على المستوى الاقتصادي والأمني، وبفعل تلاحق الحروب على القطاع، وتعرضها للاستهداف الإسرائيلي كما الرجال.
وتوضح أسمهان، التي تعيش مع زوجها وأربعة من أبنائها في أحد كرفانات جنوب قطاع غزة، أنّ عدم إعادة إعمار البيوت المدمرة في الحرب الإسرائيلية على غزة انعكس بالسلب على الأسر الفلسطينية، وبشكل خاص النساء، اللاتي حملن هماً إضافياً.
وتطالب الثلاثينية الفلسطينية المؤسسات الدولية والحقوقية بضرورة العمل على تحسين واقع المرأة الفلسطينية في القطاع وتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة التي كفلتها القوانين والأعراف الدولية ووقف استهدافها من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
يُشار إلى أن قرابة 293 سيدة استشهدن خلال الحرب الأخيرة، كما أُصيبت نحو 2168 سيدة بجراح مختلفة. وتعرضت 600 سيدة للإجهاض، وفقدت نحو 791 سيدة أزواجهن الذين قتلوا على إثر الاستهدافات العسكرية الإسرائيلية، عدا عن المئات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن أو منازلهن وممتلكاتهن.
لم يكن حال آمال بدر أفضل من سابقتها، بعد أن فقدت زوجها ومنزلها في الحرب الإسرائيلية على غزة، واعتمدت على المساعدات الإنسانية، وفرص العمل المؤقتة من أجل توفير احتياجات طفليها إلى حين إعادة إعمار منزلها المدمر.
وتطالب بدر في حديثها لـ"العربي الجديد"، المؤسسات الأممية بضرورة العمل على حماية المرأة الفلسطينية، ومتابعة الانتهاكات الإسرائيلية بحقها، سواء بالاستهداف المباشر أو الظروف المعيشية الصعبة التي تواجهها جراء الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2006.
وتوضح أنّ النساء الفلسطينيات يعانين من أوضاع معيشية ونفسية صعبة للغاية بفعل الظروف الحياتية التي يعاني منها الجميع في غزة، وغياب فرص العمل وارتفاع معدلات الفقر، واعتماد شريحة واسعة من السكان على المساعدات الإغاثية.
من جانبه، يقول الناشط الحقوقي، صلاح عبد العاطي، إنّ المرأة الفلسطينية تعاني بشكل كبير من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي واستهدافها المتواصل في الحروب الإسرائيلية المتلاحقة على القطاع وفي انتفاضة القدس المتواصلة.
ويشير عبد العاطي في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى الواقع المعيشي والاقتصادي المتردي الذي تعاني منه المرأة الفلسطينية وبشكل خاص في قطاع غزة، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بشكل كبير في صفوف النساء، حيث يقدر عدد النساء اللاتي يتولين إعالة أسرهن بنحو 9 في المائة.
ويبين أن المرأة الفلسطينية تعاني من الانقسام والحرمان من العمل في ظل غياب الوظائف، حيث يقدر عدد النساء العاملات في القطاع بنحو 16 في المائة، عدا عن معاناة النساء بفعل تعطل عملية الإعمار وغياب الخصوصية والأمان.
نقلا عن العربي الجديد