بسبب الجهل، ينفق العرب على أعمال الشعوذة والدجل سنويًا ما يزيد عن 5 مليارات دولار. وأظهرت دراسة أعدها أستاذ الثقافة الإسلامية بالجامعات العربية والسودانية "الدكتور إسماعيل محمد الحكيم" بعنوان "الإسلام ومحاربة الدجل والشعوذة"، أن العالم العربي ينفق سنويًا أكثر من 5 مليارات دولار على أعمال الدجل والشعوذة، وأشارت الإحصائيات إلى أنّ نحو 70% من المترددين على الدجالين المشعوذين من النساء.
وقدم الدكتور إسماعيل الحكيم، خلال الدراسة التي عرضها في "المنتدى القومي للفكر والتنمية"، الذي نظمته جامعة "المغتربين" بالخرطوم، نظرة تاريخية عن الدجل والشعوذة بالعالم العربي، وأسباب عمليّات الشعوذة والساحر والمسحور والجن.
وكان الدكتور تيسير النعيمي، مستشار منظمة اليونسكو، كشف عن وجود ما لا يقلّ عن 48 مليون أميّ في الدول العربية، 90% منهم ينتمون إلى 6 دول فقط.
وأوضح خلال مؤتمر وزراء التعليم العرب بمدينة شرم الشيخ، خلال شهر يناير الماضي، أنّ نسبة الأمية انخفضت بمعدل 4 ملايين منذ عام 2000 حتى الآن؛ حيث بلغت المعدلات عام 2000 نحو 52 مليون أمي، مؤكدًا أنّ نسبة التمدرس في المنطقة العربية بالمرحلة الابتدائية وصلت إلى 89%، كما وصلت نسبة البطالة بين سكان الدول العربية ما بين 15% و40% بين الشباب العربي.
وقال النعيمي إنّ: "نسبة القراءة في الدول العربية ضعيفة جدًا، مقارنة بالقراءة في باقي دول العالم، مشيرًا إلى أنها تقلّ بمعدل 100 نقطة عن المستوى الدولي".
أسباب الوقاية من السحر والدجل
وتحدث الدكتور إسماعيل الحكيم عن أسباب الوقاية من السحر والدجل وذلك بالأذكار والتوكّل على الله وعدم التشاؤم والإحباط، مشيرًا إلى أهميّة التذكير بالأذكار في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح عددٌ من الأساتذة خلال المنتدى، من بينهم الدكتور الطاهر هارون، نائب رئيس جامعة المغتربين، أنّ الحالة النفسية للشخص المصاب تجعله أكثر استجابة للمؤثرات واللجوء إلى الدجالين والمشعوذين؛ قائلًا: "لابدّ من المحافظة على الأذكار والتحصين كسلاح واقٍ"، داعيًا إلى عدم استجابة هؤلاء للمشعوذين في حالة إصابتهم والتمسك بالدين.
أما الداعية عبد الله دينج، فقد دعا إلى محاربة ظاهرة الدجل في الدول الإسلامية والتي ترصد لها، بحسب قوله، ميزانيات وتدخل في كل المجالات وتؤدي إلى دمار المجتمعات. مضيفًا: "لا بدّ من تقوية الإيمان من خلال مناهجنا التربوية"؛ لأنّ "الإيمان يؤدي إلى العمل الصالح والمحافظة على البناء المجتمعي".
العلم والتحصين
وأجمع المشاركون في المنتدى على أنّه: أمام الجهل المنتشر في المجتمع العربي، يجد المشعوذون والدجالون المجال مفتوحًا أمامهم للإيقاع بضحاياهم بسهولة، معتبرين ذلك "إشكالية" يجب الانتباه إليها، ومعالجتها؛ مؤكدين أنّ "الالتزام بالتحصين والعلم والاعتماد على الله سيحول دون لجوء الناس إلى عمليات الدجل والشعوذة".
رجال السياسة والإعلام
وأشار المتدخلون إلى أنّ انتشار الدجل والاعتماد على الشعوذة لا يقتصر على الفقراء والجهلة والبسطاء من الناس، ولكن هذه العمليات انتشرت كذلك في أوساط السياسيين والإعلاميين؛ حيث ظهر العديد من الصحف التي تروّج للعرّافين المدّعين "علم الغيب"؛ محذّرين من أنواع الدجل والشعوذة في الأعمال الدرامية.
وشدد الحاضرون على دعوة الإعلام العربي إلى ضرورة التمسط بالقيم والمبادئ وأخلاقيات المهنة، مشيرين لدعوة الدين الإسلامي إلى طلب العلم.
وقال الدكتور تيسير النعيمي إنّ: "معدلات الالتحاق العام بالمدارس في مرحلة الطفولة في الدول العربية كانت متفاوتة"، مشيرًا إلى أنّ: "هناك 4 دول عربية فقط بلغت فيها نسبة المسجّلين في برامج الطفولة المبكرة 70%، بينما تؤكد الإحصائيات أنّ 23% فقط من أطفال العرب تتاح لهم فرص الانتفاع ببرامج الطفولة المبكرة، وبصورة عامة الطفل لا يتاح له سوى 4 أشهر فقط من التعليم قبل المدرسة".
وكالات