التدخين طريق إلى الكثير من المشاكل الصحية، فهو مسبب رئيسي لأمراض القلب والجهاز الدوري والجهاز التنفسي، ومع مرور الوقت يتسبب التدخين في ترسب كميات هائلة من المواد المسرطنة في الفم والحنجرة والرئتين. لكن في غزة قد يسبب التدخين الامراض بسبب سعره و ضرره.

في احد أزقة شوارع خانيونس، امسك الشاب محمد خلف الله الذي يبلغ من العمر 19 سنة السيجارة بيده بعد أن استهلك نصفها وأطفأها ليعود للنصف الثاني في وقت آخر، يقول: السيجارة الواحدة كانت قبل الغلاء لا تكفيني لساعة وأصبحت الآن اكتفي بها ليوم كامل".

وارتفعت اسعار الدخان على المستهلك النهائي بشكل كبير في غزة فأصبح سعر علبة السجائر من النوع رويال 22 شيقلا، ومن نوع LM 23 شيقلا، و17 للمانشستر، ويبلغ سعر كيلو المعسل في الوقت الحالي 220 شيقلا.

ويقول الشاب عماد طباسي الذي يبلغ من العمر 27 سنة انه كان يدخن في اليوم علبة كاملة ولكن مع قلة الموارد المالية بدأ يقلل من الدخان.

ويضيف: أن غلاء الدخان أثر على الشباب بشكل سلبي "لأنهم أصبحوا يسرقون من أجل شراء الدخان".

وبين شارع وآخر يقف بائعو السجائر بكثرة في شوارع رفح، وغالبيتهم خريجو جامعات توجهوا الى بيع السجائر بسبب انتشار البطالة في المجتمع وعدم توفر فرص للعمل، ومن بينهم بائع السجائر موسى أبو حسون الذي يبلغ من العمر 27 سنة وهو خريج من جامعة الأقصى يقف على بسطة السجائر في أحد أزقة شوارع رفح ممسكنا بعلبة السجائر التي يبيعها (فرط او نفل)، حيث يبيع السيجارة بشيكل ونصف الشيقل، يقول: "لقد بتنا نبيع بالسيجارة بعد ارتفاع اسعاره، وقد كنا نبيع بالعلبة قبل غلائه، وهذه قطيعة رزق لنا فنحن لا نربح من كروز الدخان إلا بعض الشواقل القليلة وكنا نبيع باليوم من ثلاثة إلى أربعة كروزات وكل كروز يربح ثمانية عشر شيقلا، وبعد الغلاء نبيع باليوم كروزا واحدا فقط".

ويضيف: "غلاء الدخان قد يؤثر علينا لأننا عندنا بيوت نصرف عليها، وأسعار الدخان ترتفع من وقت إلى أخر وأيضاً البيع يقل على الدخان والرزق يقل".

ويقول أبو حسون ان السبب في ارتفاع أسعار الدخان في قطاع غزة لتدمير الأنفاق التي تهرب الدخان من مصر، وفرض الجمارك أثرت في غلاء الدخان، وارتفاع سعر ادخال او تهريب السجائر والبضائع داخل الانفاق الموجودة، فقديما كانت رسوم تهريب كرتونة الدخان هو 500 دولار, أما الان 1000 دولار".

ويطالب الحكومة بمراقبة اصحاب الانفاق وضرورة وجود حل لسماسرة السجائر الذين يتلاعبون ويتحكمون بالأسعار وايقافهم عند حدهم, وارجاع اسعار السجائر الى السعر القديم ما قبل عام ونصف "حيث كان سعر علبة الرويال من 4 الى 5 شواقل أما الان فهي بـ 22".

ويكشف احد مهربي السجائر عبر الانفاق في رفح عن كيفية تهريب السجائر بقوله: "السجائر تأتي من مصر الى سيناء عن طريق مهربين, فالتهريب عمل خطير جدا، يعرض حياة المهرب للخطر, وحال تم ضبط السجائر في سيناء فانه يتم سجن المهرب مدة 25 عاما او اطلاق النار عليه سواء من الجيش المصري او من عناصر تنظيم داعش الناشطة في سيناء التي حظرت التدخين والاتجار به وقامت بإعدام مهربي السجائر واحراق كميات كبيرة منها".

ويوضح تاجر سجائر رفض الكشف عن اسمه -أن تعامل تنظيم الدولة مع المهربين يختلف اختلافًا كليًا عن الجيش، "فالجيش قد يسجنك، ومن ثم يخرج، لكن التنظيم تعامله فظ وقد يُرديك قتيلًا من دون تفاهم".

وبين ان سعر جمرك الدخان للعلبة الواحدة اصبح 5 شواقل يتم دفعها الى دائرة الجمارك فالدخان غير المجمرك تتم مصادرته اضافة الى تغريم اصحابه مبالغ مالية.

وكانت دائرة جمارك حماس رفعت الضريبة على علبة السجائر من 2 الى 5 شواقل اعتبارا من بداية 2016.

وتعتبر نسبة التدخين في قطاع غزة من أعلى النسب في العالم على الرغم من وجود قانون لمكافحة التدخين (قانون مكافحة التدخين رقم 25/ 2005 الصادر في 28/3/2005)، حيث تشير الدراسات في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى أن نسبة التدخين في الضفة الغربية وقطاع غزة من أعلى النسب في العالم مقارنة بعدد السكان إذ يبلغ عدد المدخنين في الضفة والقطاع 800 ألف مدخن يحرقون سنويا حوالي 537 مليون دولار ويقدر عدد الوفيات الناتجة عن أمراض مرتبطة بالتدخين في الضفة وغزة بحوالي 4000 حالة سنوياً .

ويقدر حجم استهلاك القطاع من السجائر بنحو 9 مليون علبة شهريًا، تدخل إما عبر المعابر الرسمية أو الأنفاق، ويصل جمرك تلك السجائر نحو 45 مليون شيقل شهريًا بما يعادل 11 مليون دولار.

وتحصل الجمارك بغزة 60 شيقلا على كل كيلو من الدخان العربي الذي يدخل القطاع عبر معبر كرم أبو سالم.

نقلا عن الحياة الجديدة