ما أن خيم الليل حتى تحولت قرى جنوب نابلس، إلى ميدان عمليات لجيش الاحتلال الإسرائيلي وطائراته، حيث فُرض حصار كامل على عدة قرى بينها عراق بورين، وتل، وحوارة؛ بحجة البحث عن منفذي عملية طعن أصيب بها جنديان على مدخل مستوطنة "هار براخا".

ألف مواطن في قرية عراق بورين جنوب المدينة كانوا على موعد مع اقتحامات قوات كبيرة من جيش الاحتلال لعدة منازل استمرت حتى ساعات الفجر، تخللها إطلاق قنابل مضيئة من الطائرات الإسرائيلية، وأسفر الاقتحام عن اعتقال عدد من الشبان عرف من بينهم نايف قادوس، ومالك فاتح قادوس، وسعد حسام فقيه.

سكان القرية التي لا يتوفر فيها مخبز ولا عيادة طبية ولا مكان لشحن الكهرباء باتوا رهائن في قريتهم ممنوعين من الخروج منها، بعد أن أغلقت قوات الاحتلال مداخل البلدة بالسواتر الترابية، وحالت دون وصولهم لأماكن عملهم وممارسة حقهم في التنقل، حسب رئيس مجلس قروي عراق بورين ماهر قعدان.

الحال لم يختلف كثيرا عن بقية القرى الواقعة جنوب المحافظة التي تخضع لحصار مشدد، بعد إغلاق حاجز حوارة أمام الخارجين من المدينة، وإغلاق الشارع الرئيسي في بلدة حوارة وعدة طرق فرعية تربطها مع القرى المجاورة لها وطريق "يتسهار" لذرائع أمنية واهية.

رئيس بلدية حوارة ناصر الحواري يقول لـ"وفا" إن قوات الاحتلال أغلقت الليلة الماضية حاجز حوارة بالكامل، وأعادت فتحه للداخلين لمدينة نابلس صباح اليوم، كما تغلق حاجز زعترة أمام القادمين من رام الله لنابلس، وتفرض حصارا كاملا على البلدة حيث أغلقت عدة طرق واصلة بين حوارة وقرى بيتا وعورتا وأودلا.

ويضطر سائقو المركبات العمومية والمواطنون جنوب نابلس، إلى سلك طرق وعرة وترابية للوصول للمدينة، وقال رجا عويس وهو سائق على خط اللبن الشرقي– نابلس "منذ صباح اليوم لم نستطع نقل الركاب من البلدة لنابلس نتيجة حواجز الاحتلال والتزام المواطنين بالبيوت".

وأضاف عويس، "منذ الصباح تمكنت من التوجه لنابلس مرة واحدة فقط، رغم أننا في الأيام العادية ننقل أكثر من ثلاث مرات حتى العاشرة صباحا؛ وذلك نتيجة سلك طريق التفافية من وادي قانا أو من أوصرين– عورتا – أودلا بعد إغلاق حاجز زعترة أمام المركبات وطريق حوارة".

بدوره، قال نائل دويكات وهو سائق على خط نابلس– رام الله "منذ الصباح الباكر وجميع السيارات التي تتجه إلى رام الله تسلك طرق بديلة كوادي قانا أو عورتا – بيتا – أوصرين بعد فتح بوابة عورتا في الساعة الثامنة صباحا، وتستغرق الطريق ما يقارب الساعة والنصف بعد أن كانت تستغرق معنا فقط 50 دقيقة من نابلس حتى رام الله"

نقلا عن وفا