عبر سماعات صوت نصبت على مدخل محله، كان عبد ياسين ينادي على المتسوقين لحثهم على شراء الدواجن التي انخفضت أسعارها بشكل كبير ملحقة خسائر بالمزارعين، ولتكون أيضاً فرصة للفقراء ومحدودي الدخل لتناول اللحوم البيضاء الطازجة.
يقول ياسين الذي ازدحم محله بالمتسوقين «إنه يبيع كيلوغرام الدجاج بـ8.5 شيكل محاولا تفادي الخسارة التي لحقت به قدر المستطاع.»
ياسين الذي يملك مزرعة لتربية الدواجن ومحلا لبيعها في سوق مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، يوضح أنه يبيع حاليا ما بين 3-4 أطنان في اليوم، بينما كان يبيع في الماضي من 700 كيلوغرام إلى طن، مرجعا سبب ذلك إلى وجود فائض كبير من انتاج الدجاج اللاحم.
وعزا ياسين في حديث لـ»وفا»، سبب انخفاض أسعار الدجاج الطازج إلى إدخال كميات كبيرة من بيض الدجاج اللاحم من إسرائيل إلى قطاع غزة لتفقيسه، لافتا الى انه في الأيام العادية والطبيعية يحتاج القطاع حوالي 14 ألف بيضة، بينما تم إدخال 50 ألف بيضة الشهر الماضي ما أحدث فائضا كبيرا في العرض.
وحسب ياسين، فان سعر الكيلوغرام من الدجاج يجب أن يباع للمستهلك في الأيام العادية ما بين 10 إلى 12 شيكلا، وأن سعر الكيلو حاليا من المزرعة 8 شواكل وللبائع 8.3 شيكل ويباع للمستهلك بـ 9 شواكل ونصف.
ويقول تجار دواجن: «إن أجهزة حركة (حماس) تمنع استيراد اللحوم البيضاء المجمدة بسبب وجود فائض من الدجاج الحي في أسواق القطاع.
ويعاني سكان قطاع غزة (1.8 مليون نسمة) أوضاعاً اقتصادية صعبة نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ عشرة أعوام.
واشتكى ياسين من استمرار من انخفاض أسعار الدجاج الحي الذي كبده خسائر كبيرة حسب قوله، مضيفا أن من الأسباب الأخرى لانخفاض الأسعار هو الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها سكان القطاع فالبرغم من كثرة العرض، فان الطلب لم يصل إلى المستوى المطلوب، معربا عن أمله بتحسنه بعد صرف رواتب الموظفين.
وتابع: أنه يتم بيع الدجاج فور نضوجها بهذه الأسعار خوفا من نفوقها في ظل تقلبات الطقس.
بدوره، يعدُ إبراهيم سلامة انخفاض أسعار الدجاج الحي فرصة للفقراء ومحدودي الدخل لتناول اللحوم البيضاء الطازجة، لافتا إلى أنه أصبح يشتري الدجاج الطازج مرتين في الأسبوع بدلا من مرة واحدة.
وأشار إلى الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان القطاع وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وخاصة بين صفوف الشباب والعمال.
وفي هذا الصدد، يرجع الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطباع أسباب انخفاض أسواق الدواجن إلى وجود فائض كبير في الأسواق الغزية، وإلى تراجع القدرة الشرائية جرّاء الأوضاع الاقتصادية السيئة.
وأشار إلى ارتفاع البطالة في غزة إلى حوالي 40%، وارتفاع نسبة الفقر إلى 60%، منوها إلى اعتماد 80% من السكان على المساعدات المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» ومؤسسات خيرية.
واعتبرت «الأونروا» في تقرير صدر عنها قبل أيام، قطاع غزة من أكثر أماكن العالم الذي يرتفع فيه معدلات البطالة.

نقلا عن "وفا".