بسرعة متناهية يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تضعك في صورة الأحداث التي تحدث محليا وعالميا. "ضربت زوجها أو قتلت أمها أو عمليات سطو هنا او هناك إلى حوادث اعتداء او ما شابه" جميعها أخبار مجتمعية تهم المواطنين في مساحة لا تتعدى 360 كم تعاني من فقر مدقع وبطالة لا متناهية وعشرات الآلاف العاطلين عن العمل.
وانتقال هذه الاحداث سريعا كفيل بأنه يحدث حالة من الإرباك في ظل هذه الأوضاع المعيشية الصعبة، فهل زادت نسبة الجرائم في غزة؟ ام انها بدأت تظهر بشكل كبير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي؟
الفيس بوك ينشر:
في 20 من فبراير 2016 نقل الصحفي محمد ظاهر عبر صفحته على الفيس بوك إحدى حالات السرقة التي استطاع أن يوثقها حيث تفاجأ بفتاة تبلغ من العمر عشرين عاما ملقاة على الأرض وبجوارها والدتها وقد تعرضا لهجوم من اشخاص يستقلون سيارة مسرعة وقفت بجوارهما وارتجل منها شابان قاما بسرقة حقيقة الفتاة وضربها على رأسها قبل أن يلوذوا بالفرار.
وتكرر الحادث مرة أخرى من الدكتور تحسين أبو عاصي الذي نشر على صفحته الفيس بوك في السادس والعشرين من الشهر الجاري انه تعرض لحادثة اعتداء في الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل، من يوم الخميس 25/2/2016، وقال" أثناء ركوبي في سيارة أجرة صعدت بها من الطريق العام في شارع عمر المختار ، استغل السائق كبر سني وضعف صحتي وبصري، فدخل بشارع مظلم وهناك صعد اثنان السيارة، وزعم ثلاثتهم أنهم من رجال المباحث ، كنت جالسا في المقفد الأمامي جوار السائق ، فإذا بالراكبَين من خلفي أحدهما يخنقني ويمسك ذراعي بقوة، والآخر سرق ما معي من نقود ، وحاول بقوة أن يسرق جوالي من يدي وهو من نوع سامسونج نوت 3 ، وأخذت أدافع عن نفسي بقوة وأصرخ بهم، ولحسن حظي فأثناء التفات السائق إلى شارع جانبي اضطر ليخفف من السرعة، فتحت الباب وقذفت بنفسي خارج السيارة أرضاً، وأخذت أصرخ على الناس في بيوتهم ، لكن مع الأسف لم يأتن أحد ، وفر السائق ومن معه هاربين من المكان".
هاتان الحادثتان انتشرتا بسرعة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وحظيتا على نسب مشاركة عالية وكتب عليهما في بعض الأحيان "ايش في...بكرا حنخاف نطلع من الدار".
وسائل التواصل قربت المسافات:
الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي الصحفي علي بخيت أكد أن وسائل التواصل الاجتماعي قربت المسافات في نقل الاحداث، مبينا ان وجودها في كل منزل سهل على الناس نقل المواضيع والاحداث التي تواجههم بشكل سريع ولحظي وتلقائي.
واشار بخيت الى ان نشر الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي كفيل بان يوصل الخبر بشكل جنوني بين النشطاء، مبينا ان الحوادث تتكرر وكانت تحدث دائما قبل ان نتعرف على مواقع التواصل الاجتماعي الا ان انتشار هذه المواقع سهل ان يشعر المواطن الذي يسكن في جباليا على سبيل المثال بحادثة انتحار او أي حادثة تحدث في خان يونس ورفح مثلا.
وأكد بخيت أن الحالة العامة في غزة هي التي جعلت الناس تشعر بالخوف وعدم الامان كلما حملت وسائل التواصل الاجتماعي حوادث مختلفة، مؤكدا أن انتشار الخبر عبر فيس بوك يعبر عن واقع يعيشه قطاع غزة.
الشرطة تضبط السلوكيات الخاطئة:
في غزة انتشرت الشرطة بكافة ضباطها وأفرادها في الشوارع العامة والمفترقات الرئيسة لضبط ما اسمته "السلوكيات الخاطئة على الطريق". وشعور شرطة المرور بالمسؤولية والأمانة الملقاة عليها لتوفير حالة مرورية سلسة وطبيعية وللحد من المخاطر المحدقة على الطريق.
واكد المقدم أيمن البطنيجي الناطق باسم الشرطة في غزة"معا" أن بعض الشكاوي وردت من المواطنين خاصة في مناطق الازدحام وتشابك الناس كالميناء والأماكن العامة المختلفة بالإضافة إلى بعض السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها الشباب فانتشرت الشرطة لحماية الناس والحفاظ على السكينة العامة ومنع تجاوز الناس على بعضهم البعض.
وقال البطنيجي:"أحيانا قد يتعرض المواطن للسرقات نتيجة عدم اخذ الاحتياطات اللازمة لذلك ندعو المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر والمحافظة على ممتلكاتهم وعدم التسيب في تأمينها والمحافظة عليها بشكل أو بآخر".
وأشار البطنيجي إلى أن هذه السرقات تزداد في فصل الشتاء أكثر من الصيف حيث يسجل لديهم في كل فترة وأخرى حالات سرقة مطمئنا المواطنين بأنها ليست عصابات تخطط لسرقات ضخمة فمعظمها سرقات فردية .
وتابع:"حياتنا أفضل بكثير من الخارج والسكينة العامة موجودة في المجتمع الغزي باستثناء بعض الأحيان لأننا مجتمع كباقي المجتمعات يحصل فيه حالات قتل حالات سرقة لكن بشكل عام المجتمع امن لا يوجد ما يروع المواطنين وما يخوفهم وما يضغط على حريتهم في كل مكان".
نقلا عن معا