دباغة الجلود في الخليل.. صناعة تاريخية تسابق الحداثة
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.18(%)   AIG: 0.19(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.42(0.83%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.48(1.33%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.15(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.71(0.59%)   JPH: 3.62(0.28%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.71(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65( %)   NIC: 2.97(1.00%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(1.32%)   PADICO: 1.03(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.15(0.24%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.05(1.87%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23(0.00%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99(0.33%)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 7.12( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 28 شباط 2016

دباغة الجلود في الخليل.. صناعة تاريخية تسابق الحداثة

الخليل- وفا- "صنع الخليل"، عبارة يحرص باعة الأحذية، وغيرها من الصناعات الجلدية، على ذكرها للزبون ترغيبا في الشراء، لكن لا أحد يذهب بخياله الى حيث البداية. دباغة الجلود، التي بدأت في الخليل صناعة يدوية قبل أكثر من مئة عام، لكنها اليوم تواكب أحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال.

تحتفظ مدينة الخليل بموقع الصدارة في عدة صناعات قديمة ذات قيمة اقتصادية أساسية، تشكل حلقة في سلسلة متكاملة من الصناعات، أبرزها صناعة دباغة الجلود، كلمة السر في بقائها رغم المعيقات توريثها من الجد للأب للابن.

"مصنع الخليل لدباغة الجلود"، هو وريث هذه الصناعة في المدينة، تأسس عام 1950 امتدادا لمصنع قديم أسس عام 1920، بدأ بصناعة يدوية وطرق بدائية بحيث أصبحت صناعة عائلية متوارثة، قال صاحبه نور الدين الزعتري مضيفا أنه مر بعدة مراحل من التطوير من حيث زيادة المساحة واستخدام الآلات الحديثة، واستعمال آخر ما توصل له العلم من مواد وتقنيات مستخدمة في الدباغة والأصباغ، بمواصفات عالمية.

وقال الزعتري: إن هذه المهنة استقدمت الى البلاد من مصر، وامتهنت هذه الصناعة عدة عائلات في المدينة مثل عائلة العشي، وبيوض، وقفيشة، التي كانت أسبق من آل الزعتري، التي باتت تنفرد الآن بمصانع الدباغة.

دباغة الجلود، بحسب الزعتري، قائمة على الإنتاج المحلي، وأحيانا يتم استيراد الجلود من الخارج وإسرائيل، فيما يسوق الانتاج محليا وفي إسرائيل، وأحيانا في الأردن.

وقال الزعتري: الجلود تصل من مسالخ الضفة والقطاع، وإسرائيل، ويتم تجميعها من قبل تجار الجلد الخام، الذين يقومون بتمليحها وتنظيفها قبل وصولها الى مرحلة الدباغة في المصنع.

وتمر هذه العملية بأربع مراحل: غسل الجلد من الشوائب والأملاح، وتهيئته لإزالة الشعر والدهون، ثم ازالة المواد الكيماوية المستعملة في ازالة الشعر والدهون، والمرحلة الرابعة تحنيط الجلد ومعادلته لاستقبال الدباغة.

وأضاف موضحا: الدباغة تعني الصبغ، وتحويل المواد العضوية مقاومة للتحلل، وجعلها لينة بإضافة مواد دهنية، وشق الجلد الى طبقتين ومساواته بسمك معين، وتلوينه، وعصره عبر ماكينات التجفيف، وتجهيزه للاستخدام في صناعات أخرى كالأحذية والحقائب.

المصنع ينتج جميع أنواع الجلود الصغيرة والكبيرة، منها جلود الأحذية العادية بأنواعها وألوانها، وجلود الأثاث، وجلود الملابس، وجلود الحقائب والأحزمة، مبينا ان النسبة الأكبر من الانتاج تسوق محليا، والباقي الى إسرائيل.

وأشار الزعتري الى الصعوبات والمعيقات التي تواجهها هذه الصناعة، مبينا ان المواد التي تستخدم في دباغة الجلود مستوردة، خصوصا من ايطاليا، حيث تعيق إسرائيل عمليات الاستيراد بحجج أمنية بدعوى انها مواد خطرة ومزدوجة الاستعمال.

وقال: المواد الأساسية في صناعة الجلود يصعب الحصول عليها بسبب سياسة الاحتلال، بالإضافة الى نقص المياه وشحها بسبب استيلاء الاحتلال على آبار المياه في الضفة، والصعوبات التي تواجهها عملية إقامة منطقة صناعية وتقسيم المدينة الى منطقتين (H1 وH2)، ومشكلة التخلص من النفايات، حيث تتم هذه العملية حاليا من خلال بلدية الخليل بتكلفة باهظة، أما المواد السائلة فيتم التخلص منها في مكب تابع للاحتلال في النقب داخل الخط بتكلفة عالية جدا.

وتابع "الجلود الخام التي تصلنا من الجزارين بعضها يكون تالفا وممزقا لا يصلح للصناعة"، داعيا الى وجود مسالخ حديثة للحفاظ على هذه الثروة، فيما يتلف انتاج قطاع غزة من الجلود، الذي يشكل 45% من مجمل الانتاج في فلسطين، لعدم سماح الاحتلال بوصولها للضفة.

وقال: تواصلنا بشأن هذه المشكلة مع كل الوزارات، وأيضا سلطات الاحتلال، ولم يتم حل هذه المشكلة حتى الآن.

ورأى الزعتري أن تطور هذه الصناعة "يتطلب حصولنا على حصتنا من المياه، وإدخال المواد الأساسية اللازمة لهذه الصناعة، وضبط الاستيراد وتشديد قيوده، واعتماد الجودة كأساس للاستيراد، فتشديد مراقبة الجودة لا يعيق تقدم الصناعة المحلية، بل يساهم في رقيها".

 

Loading...