"مشروبات للسعادة"، "مشاريع للسعادة"، "خطوات للسعادة".. كلها عناوين نُصادفها يومياً. حيث تكثر المواضيع التي تُرشد الأشخاص إلى حياةٍ أكثر سعادة، مع ارتفاع نسبة الكآبة والمكتئبين يومياً. ومع ذلك، تستمرّ الدراسات عن الأشخاص الأكثر سعادة، وآخرها، كان ما كشفته Journal of Happiness Studies منذ يومين، إذ نشرت دراسة تقول إنّ الأشخاص الذين يعتقدون إنّهم أجمل وجذابين أكثر، سعيدون بنسبة أكبر.
واعتمدت هذه الدراسة على عيّنتين من الأشخاص أجابوا على أسئلة حول حياتهم وحول مظهرهم. ولكن في الأولى، أجاب المُستَطلعون على أسئلة حول حياتهم في البداية، بينما بدأت العينة الثانية بالإجابة عن الأسئلة المتعلقة بمظهرهم ورأيهم به.
وبينت الدراسة التي أجريت في جامعة Adam Mickiewicz في بولندا، أن الأشخاص الذين يعتقدون أن مظهرهم جذّاب، يميلون للسعادة بشكلٍ أكبر. ولكن هذا حصل فقط عند الأشخاص الذين أجابوا عن أسئلة شكلهم في البداية. واستنتجت الدراسة أنّ تفكير الأشخاص في أنهم جيّدو المظهر، ورضاهم عن أجسادهم، يؤدي إلى فرض شعورٍ ما بالسعادة لديهم.
وبينما تركّز دراسات عديدة على كيفيّة الوصول للسعادة، والتي يبدو أنّ الرضى عن المظهر إحداها، فإنّ هناك خبراء ينصحون بخطواتٍ عديدة لتحفيز الشخص على شعورٍ أكثر إيجابيّة وسعادة. نستعرض هنا بعض الخطوات التي ذكرت في عدد من الدراسات المختلفة، وبعض منها مرتبط بتجارب الأشخاص:
1- ممارسة الرياضة
تُساعد ممارسة الرياضة على إفراز الإندورفين، الذي يساعد على التخلص من الألم. كما أكدت العديد من الدراسات أن ممارسة الرياضة تساعد الجسم على التخلص من هورمون الضغط النفسي (كورتيزول). ولا تحتاجون إلى ساعات طويلة للرياضة. مثلا، يُمكن ممارسة المشي لنصف ساعة، هو يُساعد على إزالة الأفكار السلبيّة وبالتالي التمتع بشعور أفضل، بالإضافة إلى خسارة بعض الكالوريز.
2- النوم جيدا
النوم الصحي يؤثر بوضوح في الحالة المزاجية، بعكس النوم المتقطع وغير المريح الذي يؤثر في مزاج الإنسان طوال اليوم، كما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب على المدى الطويل. كما تقول بعض الدراسات أنّ الحصول على قيلولة لمدة 20 دقيقة، تؤثر وتساعد على الراحة وتحسين المزاج.
3- الضحك
اكتشف العلماء أن الضحك لا يسبب السعادة فحسب، بل له قدرة على تخفيف الآلام أيضاً، فالضحك يقلل من ضغط الدم ويضبط الدورة الدموية، ويساعد على الهضم ويزيد المناعة، وهو يساعد على إفراز الإندورفين أيضاً. الضحك في ظل مواجهة مشكلة، يُعتبر بمثابة اعتراف بأنها زائلة، وبالتالي تقليل الشعور بالغضب والتوتر. مشاهدة الأفلام الكوميدية قد تساعد على ذلك أيضاً. والضحك أفضل من العبوس للوجه ومقاومة التجاعيد!
4- توقف عن مشاهدة الأخبار
أظهرت دراسة أميركية أنّ كثرة مشاهدة التلفزيون، قد تكون دليلًا على عدم السعادة لأنها تقلل فرصة الاستمتاع بصحبة الأهل أو الأصدقاء. كما أنّ دراسة أخرى أظهرت أنّ مشاهدة التلفزيون لوقت طويل قد يُسبب نوبات قلبيّة. وبما أنّنا في منطقة فيها الكثير من الأخبار الحزينة، فإنّ التوقف عن قراءة الأخبار ومشاهدتها سيُساعد على رفع الشعور بالسعادة، خصوصاً أنّ كثيرين ممّن يشاهدون الأخبار يحزنون بسبب تضامنهم الإنساني مع ضحايا أزمة ما، خصوصاً إن لم يكن بمقدورهم فعل شيء لتغيير الواقع.
5- توقف عن استخدام مواقع التواصل لأسبوع
على مواقع التواصل الإجتماعي، يواجه الأشخاص يومياً منشورات وتغريدات تزيد الشعور بالكآبة، تماماً كما مشاهدة الأخبار. وبما أنّ مواقع التواصل مفتوحة للجميع، فإنّ المستخدمين معرّضون للشعور بالإكتئاب بشكل أكبر، لأن جميع المشاركين ينشرون ما يحصل معهم لحظة بلحظة. هذا بالإضافة إلى الأخبار من العالم التي نقرأها على مواقع التواصل. وكانت دراسة أشارت إلى أنّ استخدام موقع "فيسبوك" تحديداً يُصيب بالكآبة، وذلك لأن المستخدمين يُقارنون أنفسهم بالأصدقاء، وبالتالي فإنّ الصور السعيدة على تايملاين أشخاص يواجهون مشاكل في هذه الفترة من حياتهم، قد تُصيبهم بالكآبة.
6- الخروج واللقاء بالأصدقاء
الخروج من المنزل أو الحيطان الأربعة يُساعد على تحسين النفسية. فالطبيعة جميلة ومشاهدة العصافير أو التنزه وشرب قهوة في مكان ما، تُساعد على خلق شعور جيّد للشخص، بأنّ لديه ما يفعله في حياته وليس حبيساً. وليس من الضروري إنفاق الكثير من الأموال في الخروج، بل يُمكن فعل أشخاص صغيرة مع الأصدقاء تُحسّن المزاج. والضحك مُعد وكذلك التفاؤل، فصحبة السعداء تجعلك سعيداً تلقائياً، كما أن الاندماج في محيط الأصدقاء والمعارف يزيد من مشاعر السعادة.
7- افعل شيئا غير ضروري.. وشيئا تحبه
تسبب ضغوطات العمل الكثير من الضغط النفسي بالنسبة للعاملين. كثيرون لا يحبّون عملهم أصلاً، لذا فإنّ متطلبات العمل تكون أكثر إرهاقاً بالنسبة إليهم من غيرهم. لذا، فإنّ تخصيص بعض الوقت للقيام بما يحبّه الشخص، سيحسن شعوره. هذا أيضاً بالإضافة إلى أنّ بعض الأشخاص يشعرون بأنّ ما يفعلونه هو مفروض عليهم، لذا القيام بأمر "غير ضروري" بالنسبة إليهم، قد يحسن شعورهم.
8- المسامحة والإيمان بأنّ الحياة فيها الجيد والسيئ
بعض الأمور الصغيرة كوقوع القهوة في الصباح، قد تصيب البعض بمزاج سيئ. لكنّ خبراء علم النفس يرون أن السعداء من البشر هم من يدركون أن الحياة فيها صعود وهبوط ويركزون على الأمور الإيجابية، وهو ما يعطيهم القوة للتعامل مع أي مشكلات قد تواجههم في الحياة.
والاعتراف بالأمور الإيجابيّة كقيمة أنّ لك بيتاً يؤويك وطعاماً يغنيك قد تُحسن الشعور بأنّ المشاكل الأخرى لها حلّ. كما أنّ عدم التفكير طويلاً في المشكلات التي يمكن أن تحدث في المستقبل من فقدان وظيفة أو فشل علاقة عاطفية أو تدهور في الصحة، سيُحسن المزاج.
هذا أيضاً بالإضافة إلى مسامحة الأشخاص الذين أخطأوا بحقك، وعدم تخصيص مساحة كبيرة للحقد والحزن بسبب قسوة شخص عليكم.
وكالات