لهذه الاسباب كُبل "محمد" بالسلاسل في حظيرة
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.07(0.00%)   AIG: 0.16(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.20(1.35%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.84(%)   ARKAAN: 1.29(%)   AZIZA: 2.71(4.58%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.48(0.00%)   BPC: 3.73(%)   GMC: 0.79(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.08(1.82%)   ISH: 1.00(0.00%)   JCC: 1.52(0.00%)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.68(%)   NIC: 3.00(%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(1.25%)   PADICO: 1.01(1.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.92(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.05(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.04(1.89%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(4.62%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.21(0.00%)   TPIC: 1.90(2.56%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(%)  
12:00 صباحاً 22 شباط 2016

لهذه الاسباب كُبل "محمد" بالسلاسل في حظيرة

لن يصدق البعضُ إن سمعوا أنه في عام 2016 يوجدُ إنسان مُكبّل بسلاسل كبيرة في غرفة أقرب لأن تكون حظيرة، بلا تهوية ولا تدفئة، يُقدّم له الطعام في طبقٍ بلا ملعقة، ليتناوله بيده، لأنّ في هذا العصر يوجد الكثيرون ممن يُطالبون بحقوق الحيوان، فما حال الإنسان!

هنا في بيت لحم..

محمّد مواطن يبلغ من العُمر 52 عاماً، من مدينة بيت لحم، له ثلاثة إخوة وأخت واحدة، يختلف عنهم بأنه من ذوي الإعاقة، تُوفيّت أمه بعد أن كانت أمانه الوحيد منذُ شهرين، واضطربت بوفاتها حياته.

كيف علمنا بحالة محمد..

مدير الشؤون الإجتماعية في بيت لحم بدران بدير أوضح لـ معا، أن اسم محمد واسم والدته كانا مسجلين في سجلّ الشؤون الإجتماعية، وكانت والدته تتقاضى 750 شيقلا، بالإضافة إلى مواد تموينية، وتأمين صحيّ لمحمد، لأنها من كان يعتني به، ويقضي إحتياجاته.

توفيت والدة محمد منذ قرابة الشهرين، ولأنه مسجل لدى الشؤون الإجتماعية، فقد ذهبت مرشدة تعمل لدى الشؤون، يوم الخميس الماضي، لتفقد أوضاعه ضمن زيارة تفقدية عادية، وخلال زيارة المرشدة لمنزل عائلة محمد، علمت حينها أن والدته توفيت منذ شهرين، لتجده مكبلا في غرفة كالحظيرة، تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

لا يوجد بهذه الغرفة منفسٌ لتهوية تُخفف من رائحتها الكريهة، ولا تدفئة تقيه من برد الشتاء، ولا حتّى "حمّاماً" يقضي حاجته فيه، ما أصابها بالصدمة.

"أبلغت المرشدة مكتب الشؤون على الفور عن حالة محمد، وفكّت قيوده، وطلبت طعاما له، وأعلمت العائلة عن أنها ستعود لزيارتهم والتأكد من أنهم يعتنون به، وانهم لن يعيدوه لهذه الحظيرة، وان لا يعيدوا تكبيله، وإلا سيتم وضعه في مؤسسة مختصة لتعتني به" كما أفاد بدير.

لكن العائلة اعتقدت أن الشؤون الإجتماعية ستهمل حالة محمد وتنسى قضيته، فأعادت تكبيله في تلك الغرفة الأشبه بالحظيرة، دون اكتراث لما قالته المرشدة.

"كان يجب على عائلته مراجعة مكتب الشؤون اليوم، لكنهم لم يلتزموا بالمراجعة، ما جعلنا نذهب إلى منزلهم، لنجدهم أعادوا تكبيله ووضعه بتلك الغرفة، بلا رحمة" يقول بدير.

عاطفة الأمومة التي جعلت والدة محمد تعتني به، وتؤدي احتياجاته من تناول الطعام، والإستحمام، وقضاء حاجته، جعلتها ترفضُ أن تتركه في مؤسسة اجتماعية، لتعتني هي به رغم كبر سنها وسنّه.

خوفُ والدة محمد عليه، جعلها تحاولُ إيجادَ ضمانٍ ماديٍّ له، يُجبرُ اخوته على الإعتناء به، ويمنعهم من إرساله إلى مؤسسة، يقول بدران لـ معا: "توفيّت والدته منذُ قرابة الشهرين، وعلمنا أنها كتبت في وصيتها 5 دونماتٍ من قطعة أرض باسمه، بالإضافة إلى الغرفة التي كان يعيشُ فيها مع والدته، شرط أن يعتني به أبناء أخيه".

"لكنّ هذه الوصيّة أثرت بشكلٍ عكسي على تعامُل اخوة محمد معه، فقد أخرجوه من الغرفة التي كان يعيش فيها مع أمه، وكبلوه بسلاسل في حظيرة كريهة الرائحة، وتركوه يتبوّل على نفسه، وعلى الطعام الذي يأكله" كما قال مدير الشؤون الإجتماعية.

وعندما سألت الشؤون أبناء أخيه عن سبب عدم اعتنائهم به، كان ردهم: "نحن نعمل ولا وقت لدينا".

وعندما سألت مراسلة معا عن سبب تكبيله بالسلاسل، ردّ أحد اخوته: "لأنه يتبول على نفسه، ويأكل فضلاته، ويجعل المكان متسخا، ولا يمكننا العناية به".

وأنكرت عائلة محمد أن الشؤون الإجتماعية مهتمة به، فقال شقيقه الأصغر لمراسلة معا "توجهنا عدة مرات للشؤون الإجتماعية، ولكن لم تقبله أي مؤسسة، لأن عمره تجاوز الخمسين عاما".

لكن مدير الشؤون الإجتماعية بدر بدير أكد لـ معا أنه تم إمهال عائلة محمد ليوم الإثنين، حتى يتشاورا فيما بينهم، ليتم نقله إلى جمعية مختصة للإعتناء به.

وأوضح بدير: "تم التنسيق مع جمعية الإحسان الخيرية في مدينة الخليل، ليتم نقل محمد إليها، ولن ننتظر قرار العائلة، لأن اخوته لا يريدون نقله خوفا على الورثة".

وبيّن: "جمعية الإحسان مكان صحي، به طاقم ممرضين، وطاقم علاج وظيفي، ويستقبل النزلاء من حالات محمد مقابل عائد مادي بسيط، سيفرون له حياة كريمة فيها عوضا عن الحظيرة تلك".

وأضاف بدير: "قدمت له إحدى قرائبه صحنا من الطعام غير نظيف، بلا ملعقة، وأرادت منه أن يأكله بيده، ما أصابني بالجنون".

وأما عن المقتضى القانوني بحق أهله، قال بدير لـ معا، "إن دائرة الشؤون الاجتماعية مختصة بالجانب الإجتماعي الإنساني، ومهتمة بالقضية، ولن تترك محمد في تلك البيئة، وستهتم الشرطة بعدها بالمقتضى القانوني بحقهم".

عن "معا"

Loading...