رشا ورهام شقيقتان شابتان من القدس، قررتا أن تستغلا هواية الكروشيه، وأشغال الإبرة، وذلك لإحياء مهنةٍ قاربت على الانقراض، كمهنة يدوية، كانت تعتمدها السيدات قديماً لحياكة الملابس الصوفية لأفراد العائلة. وكثيرات كنّ يستخدمن هذه الهواية كمهنة تدرُّ عليهن دخلاً، في وقت لم تكن فيه تتوفّر الملبوسات الصوفية الجاهزة، والتي يتم تصنيعها من خلال الآلات. تأسس مشروع "ريشام للأشغال اليدوية”، في عام 2013. وانطلقت فكرة المشروع من بيتهما في القدس، وما زالت قيد التطوير.

الفكرة الرئيسيَّة التي بدأتها الشقيقتان، وهما خرّيجتا قسم لغة إنجليزية، هي استخدام فن الكروشيه بأسلوب فني، ولمسةٍ إبداعيّة وجماليّة وعصريّة، أي طرح أفكار كثيرة وبسيطة ومتقنة ومبتكرة، تتلاءم مع روح العصر.

والهدف الرئيسي من هذا المشروع، هو السعي وراء تأمين دخل مالي، ولو بسيط، خاصة في ظل الوضع السائد في القدس، وقلّة فرص العمل المتوفرة. بالإضافة، إلى استغلال أوقات الفراغ بالعمل على تنمية موهبتيهما، والاستفادة منها، واستغلالها بهدف تطوير مثل هذه المنتجات. قامت رشا ورهام بإنتاج العديد من القطع الجميلة والمميّزة، كالأغطية ومفارش السفرة، وملابس الأطفال وأغطية الهواتف النقالة، وغيرها من العديد من المستلزمات المنزلية واليومية. وقامتا بتسويقها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة.

تقول رشا عن المشروع في حديث لـ "العربي الجديد": "نعمل سويّة لتلبية رغبات الناس. ونسعى لتحقيق أفضل جودة ممكنة، وذلك باستعمال أفضل أنواع الأصواف والخيوط المتوفرة، ونعمل، أيضًا، على إدخال أساليب فنيّة جديدة في صناعة الملابس، ولكي نتمكن من منافسة الملابس الجاهزة”.

أما رهام، فتقول بتفاؤل ورضا: “نسعى دائما معاً للتطور المستمر من خلال تطوير مهاراتنا الإبداعية، والسعي الدائم والبحث المستمر عن كل ما هو جديد ومفيد، وذلك عن طريق المشاركة بأكبر عدد ممكن من المعارض، وللوصول لأكبر عدد ممكن من الناس، وبمختلف الشرائح. بالإضافة، إلى اكتساب مهارات جديدة، من خلال المشاركة بأكبر عدد من الدورات التي تساعدنا في تطوير عملنا”.

تسعى الشقيقتان إلى توسيع المشروع وتشكيل مركز تعليمي يعلّم هذه الحرفة التراثيّة، التي توشك أن تنقرض.

العربي الجديد