من المهم أن تركز في عملك على الأهداف بعيدة المدى التي وضعتها لنفسك؛ مثل تحسين دخلك الشهري، وتطوير مهاراتك، وإيجاد فرص أفضل دائماً، لكن السعي لتحقيق هذه الأهداف قد يجعلك تغفل عن تفاصيل دقيقة ومهمة، فالقليل من الطباع السيئة قد تقطع عليك طريقك لتحقيق الأهداف الكبرى التي تسعى نحوها بجد، لذا عليك الانتباه لها كي لا تقتل مستقبلك المهني.
أولاً: التذمرُ الدائم، سواء من جدول عملك الأسبوعي، أو من تغيير السياسات الإدارية، أو من الأعباء التي عليك تحملها وإنجازها؛ قد يسيء لسمعتك في بيئة العمل، فالشخصيات السلبية عادة لا يكون مرحَّباً بها في أطر العمل، فهي تضر بمعنويات من حولها، وتؤثر سلباً في الإنتاجية العامة والرغبة بالإنجاز، لذلك اهتمَّ بأن تكون مبادراً وسباقاً ومرناً بالتعامل مع التغيرات التي تطرأ على بيئة العمل.
ثانياً: إذا كنت ممن يتكلمون أكثر مما ينصتون، فاعلم أنك تؤذي نفسك على الصعيد المهني؛ فهذا الطبع عادة ما يتمثل بإسداء النصائح بشكل مستمر للجميع دون أن يطلب منك ذلك، وهو ما يعني أنك ستخرج ما في جعبتك للآخرين وتحاول نشر الفائدة أكثر مما تستفيد أنت منهم ومن خبراتهم، هذا الطبع قد يدل على عدم انفتاحك على تجارب الآخرين وآرائهم، وسيمنعك من اكتساب خبرات جديدة، لأن جل وقتك يضيع وأنت تتكلم دون أن تنصت.
ثالثاً: أن تظل صامتاً أيضاً يعد مشكلة؛ فإن منعت نفسك بشكل دائم عن التعبير عن أفكارك ورأيك جهراً أمام الجميع، وأن تكتفي بمناقشتها بشكل فردي مع أحد الزملاء أو الإدارة، فسيولد انطباعاً لدى الآخرين أنك تابع ولا تصلح لدور قيادي، لأن القيادي عادة ما يعبر عن أفكاره جهراً، ولا ينتظر أن تدعمها سلطة ما؛ وكما هو معروف، فالشخصية القيادية تفتح فرصاً أكثر وأفضل أمام صاحبها وتؤهله لتحقيق نجاحات عملية قد يطمح لها.
رابعاً: أن تعمل بجد هذا جيد؛ لكن ألَّا تهتم بنفسك وصحتك وراحتك بسبب العمل فهذا يؤذي جسدك وعملك أيضاً، فالعمل لساعات متأخرة، وتناول الطعام سريعاً، أو نسيان وجباتك الأساسية حتى عدم اهتمامك بمظهرك، سوف يؤذيك بالنهاية، فمهما كان ضغط العمل الذي تواجهه، ورغبتك في الإنجاز بأقل وقت ممكن، يجب أن تحافظ على وقت مقدس لنفسك وصحتك النفسية والجسدية التي ستكون محركك الأساسي كي تنجز أكثر.
خامساً: تجاهل النقد أو الرد عليه بقسوة لن يضر أحداً غيرك؛ ففضلاً عن أن الحدة بالتعامل تؤثر في علاقاتك في العمل، فهي أيضاً تمنعك من الاستفادة من ملاحظات الآخرين ومن التعلم من أخطائك ومن التطور، فحتى إن لم تتفق مع نقد الآخرين لك، يجب أن تهتم بأن تنصت لهم وأن تأخذ فرصتك في فهم ما يريدون قوله، ومحاولة معرفة سببه والتحقق من صحته قبل أن تعبر عن رفضك له.
سادساً: ستؤذي نفسك أولاً إذا تحدثت عن زملائك بالسوء في غيابهم، فهذا لن يكسبك أصدقاء على الإطلاق، بل على العكس سيزيد من حذر الآخرين منك، وتجنبهم للحديث معك، ومشاركتك التجارب والنشاطات، وبالطبع أن تكسب سمعة سيئة بين زملائك سيقف عائقاً حقيقياً في طريق تقدمك داخل العمل، وسيحد أيضاً من فرصتك بإيجاد عمل آخر فيما بعد، فالعلاقات التي تكسبها في إطار عملك هي ثروتك التي ستستفيد منها في فرصك العملية المستقبلية.
وكالات