تنامي استخدام الروبوتات على نطاق واسع من الممكن أن يسهم في رفع معدلات البطالة بأكثر من 50% خلال الـ 30 عامًا المقبلة.
هذا ما حذر منه البرفيسور موشي فاردي من جامعة "رايس" الأمريكية والذي قال إن الروبوتات ستحل محل البشر في معظم الوظائف تقريبا خلال 30 عاما، مما سيضع البشرية في مواجهة " أكبر التحديات في تاريخها على الإطلاق" والمتمثل في فقدان معنى الحياة حينما لا يصبح العمل ضروريًا.
وقال فاردي في تقرير نشرته صحيفة "تليجراف" البريطانية إن الكثير من أرباب المهن في الطبقة المتوسطة سيستعينون بالروبوتات في غضون العقود القليلة المقبلة، مما سيزيد من أوقات الفراغ لدى العمال بصورة أكبر من أي وقت مضى.
وأضاف فاردي في تصريحاته خلال الاجتماع السنوي للرابطة الأمريكية لتقدم العلوم في واشنطن أن تنامي استخدام الروبوتات على نطاق واسع من الممكن أن يرفع معدلات البطالة بأكثر من 50% خلال الـ 30 عاما المقبلة.
وأفاد فاردي:" نقترب من وقت ستتمكن فيه الآلات من التفوق على البشر في كل الوظائف والمهام تقريبا."
وتابع:" الروبوتات تنجز أعدادا أكبر من الوظائف التي تعود البشر على القيام بها. الصيادلة وحراس السجون والسقاية وأعداد أكبر من الوظائف التي نستطيع ميكنتها."
وأشار فاردي:" في تقديري أن المجتمع بحاجة إلى مواجهة هذا السؤال قبل طرحه علينا: إذا ما حدث ونجحت الآلات في إنجاز كافة الأعمال التي يقوم بها الإنسان، ما الذي يتبقى للبشر؟"
واستطرد بقوله:" السؤال الذي أود طرحه: هل التكنولوجيا التي نطورها يوما تلو الآخر تفيد البشر؟"
وقال فاردي إن الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي تقضي بالفعل على أعداد متنامية من الوظائف الموجودة في الطبقة المتوسطة، موضحا أن وتيرة التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي سريعة.
كانت جامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة قد كشفت في ديسمبر الماضي عن أكثر الروبوتات شبها بالإنسان حتى الآن ، والذي سيعمل في مهنة موظفة استقبال في حرم الجامعة.
الروبوت وتدعى " نادين" التي تتميز ببشرة رقيقة وشعر انسيابي، لا تقابل فقط الزوار وترحب بهم وتبتسم إليهم وتتواصل معهم عن طريق العين، ولكنها تستطيع التعرف على الزوار الذين جاءوا إلى الجامعة في أوقات سابقة وتقوم بإجراء محادثات أيضا.
والآن أعلنت شركة " إبرباص" ومعمل " جوينت روبوتيكس" بجامعة فرانكفورت أنهما بصدد تطوير تقنية روبوتات بشرية لأداء مهام صعبة في مجال تصنيع الطائرات.
وذكرت الشركة أنها ستعفي العمال من القيام بأكثر الوظائف خطورة، مما سيتيح لهم التركيز على " المهام عالية القيمة."
وتستطيع الروبوتات قيد التطوير تسلق السلالم والزحف في المساحات الضيقة، ومن المتوقع أن تنضم لسوق العمل خلال العقد المقبل.
وفي هذا الصدد، علق فاردي بقوله:" لا أجد في ذلك مستقبلا واعدا، حيث إنني لا أجد في حياة كلها أوقات فراغ مسائل ممتعة. الأمر يبدو لي وكأنه واقع مرير. فالعمل أساسي لصحة البشر."
وتابع:" يجب علينا أن نكون على مستوى الموقف وأن نواجه هذا التحدي قبل أن يصبح العمال البشر في خبر كان."
وكالات