عاشق كان على شفا الانتحار في يوم عيد الحب بمدينة مراكش، لكن الجهد الذي بذلته السلطات المحلية ورجال الأمن بالمدينة حال ذون ذلك، حين استجابوا لطلبه بإحضار شابة تعلق بها قلبه، بعد ساعات طوال من البحث المضني في دروب المدينة.
ففي صباح يوم أمس تسلق مراد عند الساعة العاشرة صباحا، لاقطا هوائيا (عمودا)، بساحة البريد بحي كليز، وراح يهدد بالانتحار وبإلقاء نفسه إلى الأرض من علو يصل إلى حوالي 30 مترا. وهو ما أثار فضول الناس الذين شكلوا مع توالي الدقائق والساعات جمهورا واسعا، ظل يتابع أطوار الحدث ومفاوضات السلطات مع العاشق المتيم بحب خديجة.
وظلت هواتف العديد من الناس تصور الحدث وتروج له على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المواقع الإخبارية، وبما أن الحدث امتد في الزمان، فإن القناة الثانية المغربية أفردت له تغطية خاصة ضمنتها في إحدى نشراتها الإخبارية الرئيسية.
دافع مراد إلى الإقدام على هذه الخطوة والتهديد بالانتحار، هو عشقه لشابة تحمل اسم خديجة، وكان مطلبه هو أن تأتي إليه حاملة معها باقة ورد، حضرت سيارة الإسعاف والوقاية المدنية ولم تحضر خديجة، كما حضرت عائلته، لكنه ظل مصرا على موقفه إلى أن أدنت الشمس بالغروب، لتحل خديجة بعد ثماني ساعات بعين المكان وهي حاملة معها باقة ورد.
المفاجأة أن خديجة حين حضرت، ظن الناس أنها شاب ذكر، نظرا لملامحها وطريقة تقليعة شعرها ولباسها، والتي لم تخترها تشبها بالرجال بقدر ما هي محاولة منها للتخفي عن أسرتها، حيث تقول بعض المصادر إنها هربت من بيت أسرتها القاطنة بمدينة ورزازات إلى مراكش التي تعيش بين مشرديها.
قصة مراد لم تكن نهايتها رومانسية كما هو الحال في بعض الأفلام الهندية، فبمجرد تسلمه بطريقة غير مباشرة مشموم الورد من عشيقته، ونزوله من عمود اللاقط الهوائي، سيتسلمه رجال الأمن، ويكتب عليه أن يحتفل بعيد الحب في مركز الشرطة.