أشارت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إلى أن فائض معروض النفط في السوق العالمية سيرتفع هذا العام عما كان متوقعاً في السابق، في الوقت الذي تضخ فيه السعودية وغيرها من أعضاء المنظمة مزيداً من النفط بما يعوض انخفاض إنتاج الدول غير الأعضاء المتضررة من هبوط الأسعار.

ونقلت "رويترز" عن التقرير الشهري لأوبك، اليوم الأربعاء، استناداً إلى مصادر ثانوية، أن المنظمة ضخت 32.33 مليون برميل يومياً في يناير، بزيادة 130 ألف برميل يوميا عن ديسمبر. وجاءت الزيادة في إنتاج "أوبك" في وقت تتوقع فيه المنظمة تباطؤ وتيرة نمو الطلب في 2016 وهي تفوق الانكماش الأكبر قليلا من المتوقع في إمدادات المعروض من خارج المنظمة.

ويشير تقرير "أوبك" إلى أن فائض المعروض سيبلغ 720 ألف برميل يوميا في 2016، إذا واصلت المنظمة الضخ بمعدل يناير، ارتفاعا من 530 ألف برميل يوميا في تقرير الشهر الماضي.

إلى ذلك، اقترح إيجور سيتشن رئيس شركة النفط الروسية الحكومية روسنفت اليوم، أن تخفض كبرى الدول المنتجة للخام الإنتاج بالاتفاق فيما بينها لدعم الأسعار المتدنية، لكنه لم يذكر ما إن كانت روسيا مستعدة لخفض الإنتاج.

وقال سيتشن وهو حليف مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر نفطي في لندن، إن "تخمة المعروض الحالية في السوق سببها الإنتاج الزائد من أعضاء أوبك".

واقترح سيتشن أن تخفض كبرى الدول المنتجة للنفط الإنتاج بواقع مليون برميل يوميا لتقليص فائض المعروض الذي قدره بنحو 1.5 مليون برميل يوميا قائلا "سيساعد هذا الأسعار بشدة".

ونزلت أسعار النفط أكثر من 70% لنحو 30 دولارا للبرميل خلال 18 شهرا الماضية، مع تجاوز العرض الطلب بنحو مليوني برميل يومياً، بعد أن قررت "أوبك" عدم خفض إنتاجها سعيا منها لإخراج منتجي النفط ذوي التكلفة العالية من السوق.

وكان سيتشن قد انتقد في الماضي استراتيجية "أوبك"، وقال إن المنظمة التي لا تتمتع روسيا بعضويتها "فقدت أنيابها".

وقال إن موسكو لن تتعاون أبدا مع "أوبك" إذ باستطاعة صناعة النفط الروسية أن تصمد أمام أي انخفاض في الأسعار، بفضل العمالة الرخيصة وضعف العملة المحلية.

ووجه سيتشن رسائل مشابهة، لكنه اختار ألفاظه بعناية أكبر، ولم يذكر أوبك إلا نادراً، فيما ألقى باللوم في تخمة المعروض على "بعض المنتجين".

وكانت أسواق النفط قد انتعشت في الأسابيع الماضية على أمل التوصل لاتفاق بين "أوبك" والمنتجين من خارجها، بعد أن أشار عدد من المسؤولين الروس إلى ضرورة البدء في حوار. لكن، بوتين لم يتحدث بعد حول الأمر، وكلمة سيتشن كانت أول تصريح له بخصوص الموضوع في الأسابيع القليلة الماضية.

من جهته، قال مسؤول نفطي إيراني كبير إن إيران لا تستطيع خفض إنتاج النفط الخام نظرا لحاجتها لاستعادة حصتها السوقية والعودة بالإنتاج إلى مستويات ما قبل فرض العقوبات.

وقال مسعود هاشميان أصفهاني نائب وزير النفط المكلف عندما سئل إن كانت طهران مستعدة للتنسيق حول خفض الإنتاج لدعم سوق النفط: "لا نود أن نخفض. نحتاج لاستعادة حصتنا".

وصرح في موسكو قائلاً: "سعر النفط يعتمد بالكامل على وضع السوق، ولدينا فائض معروض حالياً. ربما يتعين على بعض الدول خفض حصتها وأن تستعيد دول كثيرة حصتها".

وكان تلفزيون "برس تي.في" الإيراني قد نقل عن وزير النفط بيجن زنغنه، قوله أمس إن "طهران مستعدة للتفاوض مع السعودية بشأن الأوضاع الحالية في أسواق النفط العالمية".

ولم يذكر تفاصيل أخرى عن الخطوات التي قد تأخذها طهران والرياض، في الوقت الذي يبدي فيه بعض مندوبي "أوبك" شكوكاً في إمكانية التوصل إلى اتفاق لخفض الإمدادات، نظراً لأن إيران تريد تعزيز الصادرات بعد رفع العقوبات عنها الشهر الماضي.