بلورت الشابة الفلسطينية أماني سعيد (25 عاماً) فكرة جهاز طبي يضمن سحب عينات الدم من جسم الإنسان بشكل آلي ودقيق وبوقت أقل، بعد رؤيتها لطفل يتألم أثناء أخذ عينة من دمه.

وتقوم فكرة أماني، الحاصلة على درجة البكالوريوس في التحاليل الطبية من الجامعة الإسلامية بغزة، على تحديد الوريد المراد سحب عينة الدم منه عبر مجس يستشعر نبض المريض، ليعطي الجهاز بعد ذلك إشارة ضوئية للمكان المناسب في الذراع.

وذكرت أماني  أن الجهاز سيكون عبارة عن صندوق متعدد التصاميم، يعمل آليا وفق عدة مراحل تبدأ بتحديد الوريد ومن ثم إعطاء الإشارة الضوئية وأخيراً سحب عينة الدم بالمقدار المناسب، مشيرة إلى أن الفكرة تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.

وتتميز فكرة الجهاز بتوفير الجهد والوقت مقارنة بطرق سحب الدم التقليدية التي تستغرق وقتاً في عملية تحضير الأدوات المطلوبة لسحب العينة، وتحديد الوريد المناسب، كما يوفر الراحة النفسية للمرضى وتحديداً للأطفال منهم.

وأضافت الشابة الغزية "تؤثر العوامل النفسية والتوتر على نتائج الفحص، لذا يتولى الجهاز مهمة تحضير إبرة الفحص آلياً بعيداً عن عيني المريض، كما يعمل الجهاز وفق أنظمة مدروسة عند أخذ عينة الدم تجنباً للأخطاء الناتجة في السحب وما يترتب عليها من مضاعفات خطرة".

وتشجعت أماني على تنفيذ الفكرة عندما واجهت صعوبات في تحديد الوريد المناسب لسحب عينة الدم أثناء فترة التدريب الجامعي، لتبدأ بعد ذلك مرحلة البحث في مصادر المعلومات المختلفة عن آليات وأنظمة سحب الدم، التي وجدتها تقليدية ولم يطرأ عليها تطوير يذكر منذ عقود.

وتقدمت أماني بفكرة الجهاز كمشروع تخرج من كلية العلوم التابعة للجامعة الإسلامية، إلا أن إجراءات الحصار الإسرائيلي التي تمنع إدخال الأدوات الإلكترونية الدقيقة وتحديداً المجسات، حرمتها من تطبيق الفكرة رغم أنها نالت إعجاب ودعم أساتذة الكلية.

بعد ذلك توجهت لتنفيذ فكرة أخرى كمشروع تخرج، ولكن إيمانها بفكرة الجهاز ومدى حاجة البشر له، دفعها للمشاركة في أحد البرامج العربية المهتمة بالمبدعين، لافتة إلى أن تكلفة إنتاج الجهاز لا تقل عن سبعة آلاف دولار.

وتقول: "التحقت ببرنامج نجوم العلوم الذي أطلقته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ولكن بسبب طول المدة اللازمة لتطبيق الفكرة على أرض الواقع التي قد تصل لنحو عامين، لم أتمكن من الحصول على الدعم اللازم من قبل إدارة البرنامج، والتي رحبت بالفكرة وأكدت على أهمية الجهاز".

وتنوي أماني عرض فكرة الجهاز على المؤسسات الخارجية المهتمة بالمبدعين وتحديداً التي تسعى للحفاظ على صحة الإنسان، شاكية من غياب دعم الجهات المحلية وضعف الاهتمام بالأفكار الريادية.

نقلا عن العربي الجديد