رام الله- الاقتصادي- بعد أن لامس سعر صرف الدولار نحو 3.8 واقترب من ان يتجاوز عتبة الاربعة شواقل، عاد ليتراجع بشكل حاد أمام الشيقل لينخفض خلال ثلاثة ايام فقط سبعة نقاط من 3:97 الى 3:90 ، فلماذا حصل هذا التراجع الحاد؟
يشرح المحلل الاقتصادي عادل غيث ما جرى خلال الايام الماضية على النحو الآتي:
أولا: صدرت تصريحات من الولايات المتحدة الامريكية قبل نحو ثلاثة ايام قللت من احتمال قيام المجلس الاحتياطي الفدرالي برفع اسعار الفائدة على العملة الامريكية هذا العام ما أد ى إلى تراجع الثقة بالدولار إذ كانت تشير التوقعات إلى احتمال كبير لرفع الفائدة.
ثانيا: تأثرت الاسواق العالمية مباشرة بهذه التصريحات والتي دفعت رؤوس اموال إلى تسييل مدخراتهم من الدولار ما أدى إلى حركة بيع على الدولار، بمعنى اصبح هناك عرضا متزايدا على العملة الامريكية مقابل زيادة الطلب على الذهب باعتباره ملاذا آمنا ما ادى الى ارتفاع سعر المعدن الاصفر.
ثالثا: رفع اسعار الفائدة على العملة الامريكية مع نهاية العام الماضي كان محدودا (ربع نقطة)، ولكن الدولار واصل ارتفاعه مع تجدد الثقة بالاقتصاد الامريكي وورود بيانات قوية ما عزز الطلب على الدولار مقابل العملات الأخرى.
رابعا: صدور بيانات اقتصادية ضعيفة من الولايات المتحدة خلال الايام القليلة الماضية زاد الشك حول العملة الامريكية.
خامسا: تراجع الدولار أمام الشيقل لا يتعلق بأسباب تخص الاقتصاد الاسرائيلي، بل تتعلق بالاقتصاد الامريكي، إذ أن
مؤشر الدولار والذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة عملات رئيسية تراجع إلى أدنى مستوى له في نحو 15 أسبوعا .
ما المتوقع خلال الايام المقبلة؟
غالبا سيراوح زوج الدولار –شيقل عند صرف 3:90 لكن احتمالية تراجعه واردة خاصة إذا لم تأت اشارات حول تحسن إضافي للاقتصاد الامريكي.
فلسطينيا، سيقود تراجع الدولار إلى تنشيط عمليات منح القروض في الاراضي الفلسطينية، إذ كان المواطنون يخشون ذلك بسبب ارتفاع الدولار مؤخرا.
كما أن المواطنين الذين يقبضون رواتبهم بالشيقل ويسددون التزاماتهم بالدولار والدينار سيستفيدون كذلك، على عكس من يتقاضى راتبه بالدولار او الدينار إذ ستتراجع قيمة رواتبهم .كما ان المستوردين الفلسطينيين سيستفيدون قليلا مع دولار اكثر انخفاضا.