رام الله – الاقتصادي –محمد علوان-  بعد أن فاق عدد مستخدمي الفيسبوك في فلسطين عن 1.8  مليون مشترك، والتأكد من أن فيسبوك هي الأكثر استخداما على الاطلاق من وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بغيرها من الصفحات، أصبح التوجه العام في الدعاية والإعلان بشكل كبير من خلال هذه الصفحات أيضا، فالكثير من أصحاب المصالح والمشاريع الصغيرة بدأوا يتعرفون على هذه الخدمة، والدفع لمن أصبحوا "خبراء" في التسويق عبر فيسبوك لانجاح مشروعهم.

"لو أردت ان أشتري ملابس جديدة سأفتش عن الصفحة الخاصة بالمكان الذي أبحث عنه، وأتفقد ما أريد شراءه وقد أطلبه أيضا بالمقاس إن كان ثيابا مثلا" تقول وعد نابلسي، عشرينية تعيش في مدينة رام الله، وتشكل هذه أهم طرق البيع والشراء حاليا في فلسطين لدرجة أصبحت صفحة الفيسبوك خانة تٌملأ في بطاقة المحل أو المصنع، تمام كرقم الهاتف أو العنوان.

اعلان الفيسبوك الأكثر انتشارا على الإطلاق

إلا ان إنشاء الصفحة ليست الطريقة الوحيدة التي يمكن استغلال الفيسبوك أو الشبكة العنكبوتية من خلالها، وإنما ظهور الإعلانات على الصفحات بجانبها أو فوقها أو حتى عند البدء بالتصفح، " طريقة الإعلانات التي ممكن القول إنها أصبحت تقليدية بما فيها الراديو والتلفزيون عدد مشاهديها محصور جداً، ومحدد بعدد كبير من الشروط أهمها عدد مرات المشاهدة والمدة، وكذلك الاعتماد على الصدفة الزمنية، فمثلا إعلان الراديو كيف لك ان تضمن عدد المستمعين من الجمهور؟، كما ان الجمهور المستهدف يكون عالميا حيث يمكن من جميع مستخدمي الفيسبوك رؤية اعلانك من خلال التصفُح" يقول جورج حلبي خبير التسويق الالكتروني.

ويضمن الفيسبوك مثلا يضمن الوصول إلى الأشخاص المرغوبين بما يعرف بتوجيه الإعلان للمعنيين به فقط، وذلك ما يساعد على زيادة البيع من خلال نجاح وصول إعلان الفيسبوك اليهم، وتلعب السرعة في الوصول للجمهور دورا رئيسا فضغطة زر واحدة كفيلة بإيصال الإعلان للجمهور.

كما ان المستخدم بتفاعل معك ويعبر عن رأيه بالمنتج من خلال التفاعل عبر وسائل التسويق الالكتروني وإعطاء رأيه وطلباته بخصوص المادة المٌعلن عنها، كما تتيح وسائل التسويق الالكتروني قياس مدى نجاح اعلانك في الوصول للجمهور من خلال اظهار عدد الواصلين للإعلان.

كما ان الاعلان الالكتروني يٌكسب صاحب الإعلان جمهور الكتروني من خلال الحملة الإعلانية الأولى، وذلك بأن الشخص الذي شاهد الإعلان في المرة الأولى أصبح متابعا لاعلاناته وصفحته، فيكون أي اعلان مستقبلي له جمهور محدد مسبقا ويتزايد ولا يبدأ المعلن من مرحلة الصفر.

الاعلان الالكتروني الأقل التكلفة

"أنا باعتقادي ان التسويق الالكتروني يحتل مساحة لا تقل عن 70 %، فيما تخصص ما لا يزيد عن 30 % من وسائل التسويق التي أصبحت تقليدية كالصحف والراديو أو حتى اللوحات الإعلانية على الطرق،وأفضل ما يميز التسويق الالكتروني قلة التكلفة وسرعة الوصول"، يقول خبير التسويق رامي عبد الهادي.

وأكد عبد الهادي أن التحول للتسويق الالكتروني هو تحول عالمي، وفلسطين كانت جزءا من هذا التحول في إعلاناتها، وأصحاب الشركات أصبحوا على وعي تام بأهميته.

فيما اكد جورج حلبي، ان فرق التكلفة هو احد اهم الاسباب لزيادة الاقبال على الإعلانات الالكترونية، فعدد المشاهدين للاعلان غير محدود على مدار الساعة وعلى الفترة التي يريدها المُعلن، وأكد أن الصحافة المطبوعة قد يصل الاعلان فيها الى 2000  شيقل اسرائيلي ليوم واحد، أي ما يعادل الـ 500  دولار أمريكي تقريبا، كما وتًتلف الجريدة بعد انتهاء اليوم وصدور النسخة الجديدة في اليوم التالي، فيما  يتميز الإعلان على حساب الفيسبوك، بأسعار رمزية حسب نقرات المشاهدة، أي أن المٌعلن لا يدفع مقابل الإعلان لغير المعنيين بالمادة المُعلن عنها.

ووضح حلبي انه على الفلسطينيين استغلال الاعلان عبر الفيسبوك لأن سعره مقارنة بالإعلان على الفيسبوك باليابان مثلا مكلف جدا بسبب ارتفاع أعداد العرض والطلب عبر الفيسبوك، فيما تعتبر أسعار الإعلان هنا في فلسطين منطقية، كما تطورت وسيلة الدفع بعد الإقبال عليه في الدول المختلفة فأصبح الإعلان في كل دولة يتم بعملتها المتداول فيها، أما سعر إعلان الفيسبوك فيعتمد على شكل الإعلان وجاذبيته ومدى نجاحه في استقطاب الجمهور.

كما يلعب دور المزاودة دورا رئيسيا في تحديد السعر، حيث يتم الاعتماد بشكل كبير على المزاودة على الإعلان ومكانه على الصفحة، كما واصبح هنالك ميزانية متخصصة للإعلان من خلال الفيسبوك.