رغم أنه يعد حالياً من أهم العناصر الغذائية الغنية بالبروتين الحيواني، والتي يعتمد عليها العالم بأسره في نظامه الغذائي، فإن هذا لم يكن الدور الرئيسي للدجاج في الحياة أيام العصور السابقة، حيث بدأ استهلاك أعداد كبيرة منه كطعام منذ 2200 عام فقط، على حد ما خلص إليه تقرير حديث نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
ووفق التقديرات، بدأت عملية "التدجين" أو تربية الدواجن لغرض الأكل قبل 7000 إلى 10000 عام. وعلى حد قول البروفيسور في جامعة أوكسفورد، الدكتور جريجور لارسون، فإن الدجاج لم يكن غذاء للإنسان في سالف العصور، بل كانت تربطه بالبشر علاقات أخرى كاستخدامه في طقوس معينة أو المشاركة به في مصارعة الديوك.
ومع تزايد أعداد الدجاج في العالم والتي وصلت حاليا إلى ما يربو على 20 مليار دجاجة، أصبحت دراسة تاريخه مع الإنسان شيئاً يستحق الجهد.
ومن هذا المنطلق، قرر "معهد الفنون والعلوم الإنسانية" ببريطانيا رصد ميزانية قدرها 3 ملايين دولار لعدد من الشخصيات الأكاديمية، من بينها الدكتور لارسون، بهدف دراسة الثقافة والتصورات العلمية لتفاعلات البشر مع الدجاج على مر العصور.
المشروع البحثي يقوم بدراسة جوانب كثيرة تتعلق بالدجاج وتفاعلاته مع البشر، من بينها على سبيل المثال وليس الحصر ارتباط الدجاج وبيضه بعيد الفصح.
ومن جانبه، أكد الدكتور لارسون أن الدجاج دحض فكرة تطابق تفاعلات البشر على مر العصور وحتى وقتنا هذا، فعلى سبيل المثال، وبالتنقيب في قرية في النمسا، حيث كان الناس يعيشون في أوائل العصور الوسطى، ما بين القرن السادس والثامن، وجد علماء الآثار أن الديوك كانت تدفن مع الرجال بينما يدفن الدجاج مع النساء.
هذا بالإضافة إلى أن دراسات سابقة أجريت على عظام البشر والدجاج، خلصت إلى تقاسمهما البيئة والنظام الغذائي.