انتشرت في قطاع غزة في السنوات الأخيرة عشرات العيادات المختصة بالرشاقة وتخسيس الوزن في انعكاس لمشكلة السمنة المفرطة واحدة من المشكلات التي يعاني منها المجتمع في قطاع غزة، فالكآبة والضغط النفسي الرهيب وقلة الإمكانيات رفعت نسبة السمنة بين جميع الفئات، ودفعت المختصين إلى دق ناقوس الخطر حول هذه الظاهرة التي شكلت تهديدا للرجال والأطفال والنساء على حد سواء.
أماني في أواخر العشرينات من عمرها أفرطت في تناول أطعمة غير صحية حتى بلغ وزنها 100 كيلو جرام، باتت غير قادرة على التخلص من الأوزان الزائدة لديها فهي واحدة من أولئك الذين يعانون من ضغوطات نفسية أوجدتها الظروف المعيشية في القطاع.
مرت أماني بظروف ومشاكل عائلية دفعتها إلى الأكل بدلا من الإحجام عنه كما أن عملها المكتبي وقلة الحركة ساهما في زيادة وزنها بشكل مفرط فلا تجد وقتا للرياضة او للمشي فتنتهي من العمل وتعود إلى أطفالها لتلبي احتياجاتهم مؤكدة أن غياب من يشجعها أو يدفعها لإنقاص وزنها يجعلها لا تشجع نفسها.
حسب إحصائية للعام 2010 فان 35% يعانون من السمنة في فلسطين نسبة اعتبرها المختصون عالية جدا.
أسباب السمنة
وأكد الدكتور محمود الشيخ علي خبير التغذية أن المجتمع الفلسطيني يعاني من زيادة في عدد حالات السمنة تحديدا في قطاع غزة بين فئة الرجال محذرا من سمنة الأطفال حيث بين أن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع معدلات السمنة الضغط النفسي وقلة الإمكانيات هذه الأسباب دفعت الناس إلى تناول وجبات غير صحية تحتوي على كميات كبيرة من الزيوت بالإضافة إلى المعلبات في ظل عدم قدرتها على شراء الفواكه والغذاء الصحي.
وشدد الشيخ علي أن حالات الاكتئاب التي يعاني منها معظم شرائح المجتمع تؤدي إلى قلة في الحركة وبالتالي تؤدي إلى زيادة في الوزن كما أشار الشيخ علي إلى ارتفاع معدلات السمنة بين موظفي السلطة القديمة نتيجة عدم ممارسة مهامهم كرجال امن وجلوسهم في المنازل.
سمنة الأطفال
وحذر الشيخ علي من ارتفاع معدلات السمنة بين فئة الأطفال في ظل غياب الرقابة الحقيقة من جهة تناول الأكل من قبل الأهالي وعدم وجود توعية تغذوية في المدارس مؤكدا أن هذه الظاهرة تعتبر كارثية على المستوى البعيد على المجتمع الفلسطيني.
نساء يبحثن عن الرشاقة
وانتشرت في قطاع غزة مؤخرا ظاهرة البحث عن الرشاقة من قبل السيدات التي لجأن إلى عيادات انقصا الوزن المنتشرة في القطاع حيث تسعى المرأة إلى إتباع نظام غذائي "الرجيم" أكثر من الرجال نتيجة ثقافة المجتمع أن الرجل لا تعيبه السمنة.
واكد الشيخ علي أن نسبة المقبلين على إنقاص الوزن من قبل السيدات تمثل 90% حيث انهن يبحثن عن الرشاقة بينما يشكل الرجال 7% من الرجال و3% في صفوف الأطفال الذي اعتبره مؤشر توعية لدى الأهالي لإتباع حمية لأطفالهم.
رجيم مدى الحياة
وأكد الشيخ علي على أهمية إتباع نظام"رجيم مدى الحياة" من خلال الرضى عن الذات وتغير السلوك الغذائي للضخ المقبل على إنقاص واستخدام بعض النباتات الطبية التي تساعد على حرق الدهون حسب الحالة بخمس مراحل أساسية تبدأ بتخلص الجسم من السموم والتخلص من الدهون المرنة التي تكونت حديثا ثم إنقاص الوزن تدريجيا.
وأكد الشيخ علي على أن المجتمع الفلسطيني مجتمع يحب الخبز لذلك فان الأنظمة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لا تراعي العادات والتقاليد في غزة التي تعتبر الخبز وجبة أساسية في وجباتها.
أنواع التخلص من السمنة
تتنوع طرق التخلص من السمنة مثل البرامج الغذائية وممارسة الرياضة واستخدام بعض الأدوية والأعشاب الطبية وفي كثير من الأحيان تكون مزيجا فيما بينها ويشكو الكثير من الناس من عدم تحقيق النتائج المرجوة أو الشعور بالتعب بعد البدء بالحمية او الرجوع للوزن السابق عند توقف الحمية.
الصيدلانية مرفت أبو راس أكدت أن أفضل أساليب الرجيم هو الحمية على فترات يتخللها وقت راحة وتغيير في أسلوب الرجيم مع ممارسة احد أنواع الرياضة.
وترى أبو راس أن إنقاص الوزن من خلال عيادات التخسيس هي انجح الطرق في إنقاص الوزن العيادات لأن الإنسان بطبيعته يمل بسرعة بينما تزيد لديه القدرة على الاستمرارية في ظل إتباع نظام غذائي يتابعه دكتور أو خبير غذائي.
كما تشجع أبو راس الخضوع لفحوصات طبية قبل البدء بالرجيم لاختيار الرجيم المناسب بالعناصر الغذائية المناسبة دون التأثير سلبا على الصحة مؤكدة أن عملية إنقاص الوزن المستمرة لوقت طويل وبنفس النظام لا يعود بفائدة ايجابية فالجسم يتعود عليه لذلك يحتاج الجسم لأيام مفتوحة يتناول به كل أنواع الطعام حتى نصدم الجسم ثم إعادة الكرة بالريجيم.
وحذرت ابو راس من أن الريجيم العشوائي الذي يعتمد على الحرمان لفترات طويلة سيؤدي حتما إلي مرض فقر دم وما يترتب عليه من فقد أساسيات ومعادن وفيتامينات تودي لتساقط الشعر وإرهاق وألم في الرأس وخمول والأكثر من ذلك الإمساك الدائم.
الرجيم المعتمد على الجينات
تتميز الحمية المعتمدة على الجينات باعتمادها برنامج غذائي مصمم حسب الطراز الجيني للشخص وبالتالي تراعي الفروق الفردية بين الأشخاص كما أنها تأخذ بعين الاعتبار العناصر الغذائية من فيتامينات ومعادن من اجل تحسين حرق الدهون وليس فقط إنقاص الوزن كما تتميز بالمحافظة على الوزن الحيوي من خلال ممارسة أنشطة رياضية خاصة تنشط الدورة الدموية وتحسن الوزن الحيوي وبالتالي تقلل الشعور بالتعب والإرهاق.
إيمان خضعت لفحص جينات السمنة والدهون في إحدى المختبرات في غزة من اجل إتباع حمية غذائية تناسب بصمتها الغذائية فأكدت الفحوصات المخبرية أنها تعاني من ارتفاع في نسب الدهون التي أدت إلى زيادة وزنها بشكل مفرط.
تشعر بالكآبة تارة وتشعر بالتحفيز تارة أخرى وبين الشعوريين تخسر إيمان بضع كيلوات من جسدها بشكل بطئ بسبب ضعف في كريات الدم الذي تعاني منه والذي يبطء من عملية حرق الدهون في الجسم ومنذ 6 شهور مازالت إيمان لم تحصل الوزن المثالي الذي تطمح له في ظل غياب الإرادة لديها وصعوبة النظام الغذائي الذي تتبعه ما يجعلها تحييد عنه في بعض الأحيان وتعود إليه في أحيان أخرى حيث خسرت حتى الآن حوالي عشرة كيلوات فقط.
تقول إيمان أن فحص الجينات المرتبطة بالسمنة تساعد في تحديد النظام الغذائي الذي يحتاجه الجسم مؤكدا أن كثير من اللاتي يتبعن النظام معها حصلن على نظام غذائي مختلف عنها.
وتشير الدراسات الطبية إلى أن اختلاف طبيعة جسم الإنسان وجيناته تؤدي إلى اختلاف في معدل نزول الوزن ويمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال تصميم برنامج غذائي يراعي الفروق الفردية والبصمة الوراثية مما يجعل لكل إنسان بصمة غذائية خاصة تعتمد على حالته الجسمية وطبيعته الوراثية ورغباتها الغذائية.
نصائح
يؤكد الخبراء ان تغير العادات والسلوكيات الغذائية لا يجب أن تستهدف المرأة فقط وإنما الأسرة بكاملها بشكل غير مباشرة من خلال مؤكدين أن الرجيم القاسي فاشل بجدارة على المستوى البعيد قد يكون ناجح في فترة إتباعه ويترتب على إنقاص الوزن المستمر الشعور بالحرمان وفرحة مؤقتة.
مؤكدين أن إنقاص الوزن والمحافظة عليه غير مرتبط بالأعشاب والنظام الغذائي والرياضة وإنما الحديث عن برتوكول متكامل من تغير عادات وسلوكيات غذائية وإتباع الرياضة وتناول مكملات غذائية تساعد على إنقاص الوزن تقررها إرادة الانسان.
ودعا الخبراء إلى توعية اكبر في موضوع السمنة وتوجيه الأنظار نحو هذه المشكلة والظاهرة في المجتمع الفلسطيني والتركيز على سمنة الأطفال لما لها من خطورة على الجيل القادم وتوعية في آلية تناول الأطعمة بشكل صحي تعزيز هذه الثقافة في كل الأماكن للوصول إلى مجتمع صحي أكثر صحة.
نقلا عن معا