كشفت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري أن طقسا دافئا على غير المعتاد لهذا الوقت من السنة وارتفاع المعروض سيبقيان سوق النفط الخام متخمة حتى أواخر 2016 على الأقل، بحسب ما أوردته "رويترز".

وخفض الطقس الشتوي المعتدل نمو الطلب العالمي على النفط إلى أدنى مستوى له في عام عند مليون برميل يوميا في الربع الأخير من 2015 وذلك انخفاضا من أعلى مستوياته في نحو خمس سنوات 2.1 مليون برميل يوميا المسجل في الربع الثالث. وأبقت وكالة الطاقة على تقديراتها لنمو الطلب العالمي في 2016 دون تغيير عن تقرير الشهر السابق عند حوالي 1.2 مليون برميل يوميا.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى أدنى مستوياتها منذ أواخر 2003 لتنزل عن 30 دولارا للبرميل، بعد أن قالت أوبك في ديسمبر إنها لن تخفض الإنتاج لكبح تراجع الأسعار رغم تخمة المعروض العالمي.

وقالت وكالة الطاقة "نخلص إلى أن سوق النفط تواجه احتمال أن يزيد العرض على الطلب بمقدار مليون برميل يوميا للعام الثالث على التوالي، وستكون هناك ضغوط هائلة على قدرة المنظومة النفطية لامتصاصها بكفاءة".

وفي ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي قالت وكالة الطاقة إنها خفضت توقعاتها للطلب على نفط أوبك في 2016 بمقدار 300 ألف برميل يوميا إلى 31.7 مليون برميل يوميا.

وتقول إيران إنها سترفع الإنتاج 500 ألف برميل يوميا بعد رفع العقوبات الدولية عنها، لكن وكالة الطاقة قالت إنها تعتقد أن الزيادة ستكون 300 ألف برميل يوميا بنهاية الربع الأول من 2016.

وأبقت الوكالة على توقعاتها لتراجع إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك نحو 600 ألف برميل يوميا، قائلة إن تلك الدول تبدي صمودا لم يكن متوقعا في وجه انحدار أسعار النفط الخام.

إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة توتال في مقابلة إذاعية، الثلاثاء، إن من المتوقع تراجع نتائج 2015 بأكمله لكن الشركة لا تنوي تقليص الوظائف كما فعلت منافستها بي.بي للتأقلم مع انخفاض أسعار النفط.

وقال باتريك بويان متحدثا إلى إذاعة أوروبا 1 إن الشركة تملك القدرة المالية لتحمل تبعات انخفاض السعر. وأضاف أن الشركة شأنها شأن سائر شركات القطاع تعاني من انخفاض أسعار الخام، متوقعا تراجع نتائج توتال 20% هذا العام. وتعلن الشركة نتائج 2015 وتوقعات 2016 في 11 فبراير.

وقال بويان "نقاوم لكننا نعاني"، مضيفا "نملك الاستطاعة المالية لتحمل تذبذب سعر الخام. نعلم أن هناك دورات في السلع الأولية. نعم هذه الدورة بالغة العنف، فالأسعار منخفضة 20% خلال أقل من شهر، و60% في عام".

وقال عندما سئل إن كانت توتال ستخفض الوظائف على غرار بي.بي "لا. نحن معتادون على هذه الدورات، ومن غير الممكن أن تصبح الوظائف هي المتغير القابل للتعديل، لأنني سأحتاج إلى هؤلاء العمال عندما يعود السعر للارتفاع، وهو ما سيحدث يوما ما. (ولكن) لا أعرف متى".

وكانت شركة النفط والغاز البريطانية بي.بي قالت الأسبوع الماضي، إنها تنوي تقليص قوة العمل العالمية لها 5%، أي بما يقرب من أربعة آلاف وظيفة في ظل التراجع المستمر في أسعار النفط.