سلط موقع "هفنجتون بوست" الضوء على النقاط المضيئة في الثقافة اليابانية ووصفها بأنها غنية بالتقاليد الإيجابية التي تحث على البساطة والاحترام المتبادل. ورصد الموقع، سبع مزايا يجب أن تتعلمها شعوب العالم من الشعب الياباني..
1- احترام الآخرين:
اليابانيون شعب جاد ومحافظ، وهم حريصون على احترام الآخرين، ويظهر ذلك جلياً منذ اللحظة الأولى التي يتعامل فيها الشخص مع المواطن الياباني بدءًا من الانحناءة التي تشتهر بها التحية اليابانية وحتى خلع الأحذية عند دخول المنازل والمعابد والمطاعم الصغيرة، وهم يحرصون على إضافة الألقاب قبل اسم أي شخص يخاطبونه إعراباً عن احترامهم له.
2- الاستمتاع بالأشياء الصغيرة:
البساطة هي كلمة السر في كافة تفاصيل الحياة اليومية اليابانية مثل تناول الطعام والشراب واختيار ديكورات المنازل، وهم يحرصون على الاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة للأشياء مثل الاسترخاء والتمهل أثناء تناول الطعام، فمن النادر رؤية أحد اليابانيين يتناول الطعام في أثناء المشي،كما أن لديهم اعتزازاً كبيراً بتقاليدهم مثل "طقوس الشاي" حيث يقومون بطقوس وشعائر معينة تنم عن الاحترام الكامل للضيوف أثناء عملية تقديم الشاي، ويمتد هذا الاحترام إلى البيئة والطبيعة، لذلك يحرص اليابانيون على الاحتفاظ بالنباتات الخضراء كركن رئيسي من ديكورات منازلهم البسيطة.
3- النظافة والاعتدال في الانفاق:
يعتبر اليابانيون من أنظف شعوب الأرض، وهو ما يظهر بوضوح من خلال شوارعهم الخالية تماماً من أي أثر للقمامة، فليس من الشائع مثلاً أن تُشاهد عبوة مياه غازية ملقاة في الشارع كما يحدث في العديد من شوارع العالم، فاليابانيون يحرصون على الاحتفاظ بهذه المخلفات داخل حقائبهم حتى يصلون إلى المنزل أو أقرب صندوق قمامة في الشارع، ولديهم واحداً من أكفأ نظم تدوير القمامة في العالم.
أما المصنعون فيحرصون على استخدام النظم الموفرة للطاقة، ويفتخرون بسياسات التشغيل التي لا تنتج أي مخلفات، فجميع المخلفات يتم إعادة تدويرها مرة أخرى فتصبح نسبة المخلفات "صفراً".
وبصفة عامة لا يميل اليابانيون إلى شراء أشياء لا يحتاجونها، فهم يفضلون توفير الفائض لديهم على شراء أشياء غير ضرورية.
4- معايير النظافة الشخصية:
ولا يقتصر الحرص على النظافة على الشوارع، فاليابانيون يحرصون حرصاً بالغاً على النظافة الشخصية، فهم يستحمون مرة يومياً على الأقل، ويتم توزيع مناشف مبتلة على الحاضرين قبل تقديم الطعام، وفي المتاجر يضع العملاء النقود على ألواح خاصة لضمان عدم تلامس يدا العميل وموظف الحسابات، كما يحرص المرضى على ارتداء الأقنعة الطبية لضمان عدم نشر العدوى إلى المحيطين.
5- احترام المواعيد:
يعتبر احترام المواعيد من أهم تقاليد الشعب الياباني، فعدم الحضور في الموعد المحدد يعد علامة على عدم احترام وقت الطرف الآخر، وتتميز القطارات اليابانية بالدقة الشديدة في مواعيدها، فمحطة السكك الحديدية "Tokaido Shinkansen" التي بدأت الخدمة منذ نحو نصف قرن لم تسجل حالات تأخير طوال مدة خدمتها، والحالة الوحيدة التي تم رصدها كانت في عام 2007 عندما تأخر أحد القطارات 18 ثانية فقط.
6- أسلوب الحياة الصحي:
تعد اليابان موطناً للكثير من المعمرين الذين تتجاوز أعمارهم 100 عام، وكشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية في عام 2014 عن أن اليابانيات يتمتعن بأطول معدل لمتوسط العمر على مستوى العالم، وأرجع التقرير السر في ذلك إلى حرص اليابانيين على اتباع الأساليب الصحية في كل جوانب الحياة، فهم يتناولون كميات معتدلة من الطعام قليل السعرات مثل الأسماك والخضروات، ويحرصون على ممارسة المشي والحركة، ويتم تشجيع الأطفال والشباب على الذهاب للمدارس سيراً على الأقدام لتجنب الإصابة بالبدانة، كما يخصصون وقتاً كافياً للتأمل والاستمتاع بالطبيعة.
7- التشجيع على الابداع والابتكار:
على الرغم من تحفظ الثقافة اليابانية فإنها لم تمنع اليابانيين من احتضان كل جديد والتشجيع على الابداع والابتكار بكل صوره، ففي مجال السياحة على سبيل المثال قام متنزه "Huis Ten BoSCH" بافتتاح فندق "Henn na Hotel" في عام 2015 والذي يدار بالكامل بالروبوتات، حتى موظفة الاستقبال بالفندق عبارة عن روبوت على شكل "ديناصور