هوت أسعار النفط الى مستويات تاريخية جديدة مساء الاثنين مسجلة أسعاراً لم يشهدها العالم منذ ما قبل احتلال العراق في العام 2003، في الوقت الذي غابت عن الأسواق أية عوامل تدفع الأسعار الى الارتفاع، فيما قال خبير نفطي يقيم في لندن لــ"العربية نت" إن "الأسعار وصلت على الأغلب الى القاع".

ومني مزيج "برنت" بخسائر تجاوزت 5% ليتم تداوله عند سعر 31.5 دولاراً للبرميل، فيما عمق الخام الأمريكي خسائره بشكل أكبر ومني بخسائر تجاوزت 6.5% عند الساعة السادسة مساءاً بتوقيت غرينتش، حيث هبط لأول مرة منذ 12 عاماً الى مستويات الثلاثين دولاراً وتم تداول البرميل الواحد عند سعر 30.88 دولاراً.

وجاء الهبوط الحاد في أسعار النفط ليعمق الجراح التي خلفها النفط الأسبوع الماضي، حيث فقد في أسبوع واحد نحو 10% من قيمته، وهو الأسبوع الأول لتداولات العام الحالي، ليكون الذهب الأسود قد فقد أكثر من 15% من قيمته منذ بداية العام وحتى نهاية تداولات الاثنين.

وبخسائر اليوم الاثنين يسجل النفط تراجعات مستمرة للجلسة السادسة على التوالي، إذ لم يغلق منذ بداية العام وحتى الان على أي ارتفاع مطلقاً، إلا أن خسائر الاثنين هي الأعمق والأكبر منذ بداية العام الحالي، ومنذ عدة أسابيع مضت.

وبحسب مسح أجرته "العربية نت" فان كافة السلع والمعادن تقريباً سجلت خسائر متباينة اليوم الاثنين، حيث هبط الذهب بنحو 0.6%، وخسرت الفضة 0.85%، وخسر الغاز الطبيعي 3.2%، وهبط البلاتين بنسبة 3.67%.

وتوقع تقرير نشرته "ديلي تلغراف" البريطانية أن تواصل أسعار النفط النزيف خلال العام الحالي، مشيراً الى أن سبب الانهيار هو توقف برنامج التيسير الكمي في الولايات المتحدة، والذي بدأ وقفه تدريجياً اعتباراً من أكتوبر 2014، حيث بدأ النفط بعد ذلك مباشرة مشوار الهبوط المستمر حتى الان.

إلى ذلك تبين من تقرير أمريكي يتابع نشاط أسواق السلع أن كبار المضاربين خفضوا عمليات شراء النفط لأقل من 50 ألف تعاقد أو 50 مليون برميل في الأسبوع، حتى يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما أعطى انطباعاً اضافياً بأن مسلسل التراجع في الأسعار سيستمر طويلاً.

ورغم ذلك توقع خبير نفطي عربي يقيم في لندن أن تكون الأسعار قد وصلت الى القاع، أو أنها اقتربت من ذلك، واستبعد في حديثه لــ"العربية نت" أن تعود الأسعار الى مستويات التسعينيات من القرن الماضي، لافتاً الى أن "حاجة العالم اليوم للنفط والطاقة أصبحت أكبر بكثير والاقتصادات المستهلكة مثل أمريكا والصين تضخمت ولا يمكن أن تنكمش فتعود 20 عاماً الى الوراء".