ارتفاع مؤشرات الطلاق في المجتمع الفلسطيني دفعت المؤسسات المجتمعية ذات العلاقة والحكومية على حد سواء إلى دق ناقوس الخطر.. فشح المال والسكن مع الأسرة الممتدة والجهل بالحقوق والواجبات، لعل هذه الأسباب مجتمعة ترفع نسب الطلاق في مجتمع يشجع على الزواج ومن هنا جاءت فكرة مشروع "رخصة قيادة الأسرة" كبرنامج تأهيلي للخاطب والمخطوبة لن يقل أهمية عن فحص الثلاسيميا للمقبلين على الزواج إذا ما نجح.
الاستعانة بتجارب عالمية:
د. ادهم البعلوجي رئيس جمعية التيسير للزواج والتنمية إحدى المؤسسات المنفذة للمشروع اكد أنهم قاموا بالشراكة مع عدة مؤسسات مجتمعية بدراسة بعض التجارب العالمية التي تحد من نسب الطلاق حيث كانت ماليزيا نموذجا التي وضعت برنامج لتعريف الشباب المقبلين على الزواج من كلا الجنسين بالحقوق والواجبات وتكوين الأسرة السليمة المترابطة المتماسكة.
وأشار البعلوجي أن مشروع "رخصة قيادة الأسرة" جاء من اجل الحد من نسبة الطلاق في المجتمع مبينا انه يتكون من عدة محاور نفسية شرعية فقهية تربوية اجتماعية.
كما أكد البعلوجي أن البرنامج لن يقل أهمية عن فحص الثلاسيميا حال تقييمه وقال: "سيتم تقييم البرنامج وبناء عليه سيتقرر هل يكون اختياري كما هو الحال الآن أم إلزامي كفحص الثلاسيميا للأزواج الشابة عند عقد القران".
وأشار إلى أن أهم مبررات انطلاق المشروع، هو ارتفاع نسب الطلاق في الآونة الأخيرة و خاصة عام 2014م، وضرورة توعية الشباب الفلسطيني لأهمية إنشاء الأسرة بعيداً،عن المشاكل اليومية واضطرابات الحياة.
مؤيدون ومعارضون
وأشار البعلوجي إلى إن فئات الشباب انقسمت إلى مؤيدين ومعارضين ففئة استغربت الموضوع واعتبرته جديدا على المجتمع الفلسطيني وفئة أقبلت على التسجيل في البرنامج مبينا أن البرنامج يتضمن كلا الجنسين المقبلين على الزواج بغض النظر عن عمرهما قائلا متوقعا أن يبدأ السن من 25 عاما في ظل إقبال الكثير للزواج في هذا السن.
خليل إبراهيم شاب لم تمكنه الظروف بعد من التخطيط للزواج أيد البرنامج بقوله انه يوجد حالة من التفاهم ويؤسس لحالة مكاشفة ومصارحة بين الزوجين مبينا أن هذا البرنامج من شانه أن يزيد من وعي الرجل تجاه حقوق وواجبات المرأة ومن شأنه أن يسيطر على المشاكل وطرق حليها.
وأضاف:" في غزة ذات ظروف صعبة للغاية لذلك فان التغلب عليها قبل الإقبال على الزواج من شانه ان يؤسس لحياة زوجية مستقرة والتغلب على عواقبها بعيدا عن الضغوطات النفسية التي يعاني منها سكان القطاع وخاصة فئة الشباب".
وبينما رفض اخرون فكرة المشروع معتبرين أن الحياة تعطي رخص وفقًا لتربية الأسر لأبنائها.
دورة تأهيلية ملزمة
رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي د حسن الجوجو أكد انه من خلال الاستقراء أن من الأسباب المتقدمة لنسب الطلاق جهل الزوجين بطبيعة الحياة الزوجية دون الوقوف على حقيقة المسئولية والحقوق والواجبات.
وقال الجوجو كخطوة وقائية فكرنا بهذا الموضوع وكنا من المبادرين لطرحه على أساس في وقت من الأوقات يصبح حصول الخاطب والمخطوبة على دورة تأهلية كفحص الثلاسيميا ويكون ملزما ولكن عندما تتهيأ الأسباب لذلك".
وأشار الجوجو إلى أن برنامج "رخصة قيادة الأسرة"جاء للحفاظ على الأسرة الفلسطينية وتوعيتها بحيث تقوم العلاقة على الحقوق والواجبات والسكن والمودة حتى تكون الأسرة قوية تقوم بمسئولياتها".
واعتبر الجوجو أن برنامج "رخصة قيادة الأسرة "احد الأساليب الناجحة في تخفيف نسب الطلاق في المجتمع الذي يعاني من أمية ثقافية وجهل في التعامل الأسري مشددا أن التأهيل الثقافي والتوعية في كيفية التعامل داخل الأسرة سيقلل نسبة المشاكل ويحد من نسبة الطلاق.
وشدد الجوجو:"هذا مشروع وطني بامتياز واستراتيجي للوطن وندعو الكل للمشاركة فيه لتدعيم الأسرة الفلسطينية خاصة في هذه الظروف التي نعيشها".
إحصائيات:
وشهد قطاع غزة ارتفاع نسبة الطلاق في العام 2014 مقارنة بالاعوام الخمسة الماضية واعتبر العام 2014 يعتبر اعلي الأعوام من حيث حالات الطلاق مقارنة بالأعوام الخمس الماضية، حيث ساهم الانقسام والظروف الحياتية الصعبة والحصار الخانق والحروب المتتالية في ارتفاع نسبة الطلاق بشكل ملحوظ خلال هذا العام.
نقلا عن معا