تسأل.. إذن أنت تفكّر
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.07(%)   AIG: 0.16(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.20(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.81(4.71%)   ARKAAN: 1.29(%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.45(2.68%)   BPC: 3.62(%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.10(0.00%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.50(1.96%)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.68(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.80(%)   PADICO: 1.01(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.95(%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.05(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.65(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.21(0.83%)   TPIC: 1.95(0.00%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.01(%)  
12:00 صباحاً 03 كانون الثاني 2016

تسأل.. إذن أنت تفكّر

يتحاشى الأفراد طرح العديد من الأسئلة، لا ليتجنب الإجابات المؤلمة، بل لاعتقاده أن طرح بعض الأسئلة خروج عن المنطق، أو الخروج عن المألوف الذي اعتاد عليه، سواءً أكانت أسئلة فكرية أم وجودية.

طرح الأسئلة يوضح مدى العمق الفكري، الذي يحاول جاهداً أن يحصل على إجابات منطقية، تساعد الفرد الحصول على مزيد من المعرفة والعلم والتطور.
حركة الحياة لها بدايات ونهايات، صاعدة ومتطورة، على رغم وجود العوائق التي تعتبر طبيعية في مراحل كل دائرة في الحياة، دائرة ثقافية، أو دائرة مجتمعية، أو دائرة فكرية، وغيرها من جوانب الحياة المختلفة، وما بين البداية والنهاية تطرح الأسئلة الجدلية والفلسفية وغيرها من الأسئلة الحياتية، هذه الأسئلة توضح مدى قدرة الإنسان على الحصول على المزيد من المعرفة والإجابات، فهو متطور ومتقدم، ويمتلك الكثير من القدرات المعرفية والعقلية، التي تؤثر في حياته الروحية والفكرية والاجتماعية وغيرها.
السؤال يحرك العقل والفكر، وكأنه كائن حي تستشعر به وتنتظر الإجابة؛ ليتواكب مع حركة الكون المتحركة والمتطورة والمتوسعة التي لا تتوقف أبداً.
السؤال والجواب كعملية الشهيق والزفير مستمرة، تبحث عما هي الطريقة التي يستطيع الفرد من خلالها أن ينجز ويخطط وينتج، وهذا يتطلب المعرفة والعمل والجهد، ويحتاج إلى أسئلة كيف، ولماذا؟
من دون طرح الأسئلة تصبح حياة الأفراد جامدة متوقفة، مجرد تابع ومتبوع، عكس الفرد الناضج، الذي يبحث ويسأل عن حقيقة الأشياء التي تزيده تقدماً في العلم والمعرفة، وتوسع أفقه وإدراكه الحسي والمادي. وما يعوق طرح الأسئلة هو الخوف من الخروج عن حال اعتاد عليها الفرد، وعدم القدرة على تقبل أي جديد، يتوقع أنه يدمر حياته أو يحمله مسؤوليات جديدة، أو يجعله في دوامة مختلفة من الأسئلة التي لا تنتهي، فهناك أفراد اعتادوا على نمط واحد في الحياة، يرفض فكرة التجديد أو التطوير؛ لعدم رغبته في الجديد وكسر الرتابة التي يعيشها، وخوفه المتأصل من فتح باب الشك والحيرة والتردد والتناقض، الذي ربما يوقعه في صراع لا ينتهي.
 كل بداية لأي عمل أو فكرة أو مشروع يقع تحت باب الفرضيات، التي تحتمل الصح أو الخطأ، ويحتاج إلى المعرفة العميقة والاستنتاجات الموضوعية، وهذا يحتاج إلى سؤال وجواب وبديل، عن الطريقة والأسلوب والآيديولوجية التي يسير عليها.
هناك أسئلة فكرية، مجتمعية، ثقافية، دينية، يخاف الفرد من التطرق لها، لكي لا يصاب بالصراع والنكران للمخزون القديم الذي يمتلكه، لا بد من أن تأتي الأجوبة متعددة ومتناقضة ومختلفة، وهنا تكمن قدرة الإنسان على التمحيص والتدبير والاجتهاد والتفكير في رفع مستوى الوعي لديه، ليكون قائماً على قناعة ورضا تامين بكل ما يقوم به في الحياة، وهذا يجعله إنساناً واعياً ومتطوراً يواكب حركة الحياة، التي هي أساساً متطورة ومتغيرة.
يستطيع الفرد أن يستفيد من قدراته الروحية والفكرية والعقلية الناضجة، في اختيار الإجابات الملائمة والمناسبة والأكثر انسجاماً مع طبيعته الإنسانية الواقعية، من دون تأثير الآخرين عليه، وهنا يتكون الوعي الخاص به بكل ما يؤمن فيه، وهو ما يجعله في حال من الرضا والراحة والانسجام في الحياة، ويختار الطريق الصحيح له من دون إكراه أو إجبار أو خديعة أو جهل.
الحصول على الإجابات يحتاج إلى زمن وعمر، بعضهم يحصل عليها سريعاً، فيريح ويستريح، وهؤلاء قلة، هم علية القوم في زهد النفس وبياض القلب، وبعض آخر يحصل على جزء من هذه الإجابات، وآخرون لا يحصلون على أية إجابة، فيمكثون طوال العمر باحثين، وهنا تكمن سر الإجابة في عملهم المستمر، وجهدهم الذي لا ينقطع، ومحاولة اكتشاف أسرار أنفسهم، وأبعاد الحياة المختلفة الظاهرة والباطنة، هذا ما يساعد في ظهور (العالم والباحث والمحلل).
 هنا لا يأتي الجواب بصورته التقليدية، بل يأتي بتصرفات وأفعال تطبيقية في الحياة، يدركها بعد زمن طويل، وهذا هو إنجازه ونجاحه.
وهناك من لا يسأل بتاتاً مبتعداً عن كل تلك الأسئلة، فضّل أن يكون تابعاً ومغمض العينين.

Loading...