لا شيء يضاهي بريق الأفكار الاستثنائية في سباق التميز، ومطعم «نوار» في فندق فيرمونت بدبي، يستمد بريقه من فكرته الإنسانية النبيلة، لا سيما أنه يتضامن مع المكفوفين، عبر تجربة تناول العشاء في الظلمة، ويسعى لدعم منظمة عالمية لعلاج الأطفال المصابين بالغلوكوما.
تشويق
فكرة تناول الطعام في غرفة مظلمة ليست جديدة على المستوى العالمي، حيث تم تطبيقها في موسكو وبرلين ولندن، ولكن في دبي، التجربة مختلفة، ويلفها كثير من الإبهار والتشويق، وفي هذا الإطار، يقول إتيان هارو مدير قسم المأكولات والمشروبات: افتتح المطعم منذ عام ونصف تقريباً.
و«نوار» كلمة فرنسية تعني الغرفة المظلمة، ويوفر المطعم تجربة تعد الأولى من نوعها عربياً، حيث يتيح اختبار فقدان البصر لمدة ساعة ونصف من الزمن، أثناء تناول وجبة العشاء بتكلفة 325 درهماً للشخص، وبقاعة تتسع لنحو 35 زبوناً.
وتابع: يعتمد العشاء المظلم على عنصر المفاجأة بشكل كامل، حيث لا يكون لدى الزبائن أدنى فكرة عن أماكن جلوسهم أو الوجبات الفاخرة التي سيتناولونها في الظلمة الحالكة، وفي حال كانت لديهم حساسية من أطعمة معينة، فعليهم التواصل مع مسؤول الضيافة في المطعم وإخباره بذلك، كما يُمنع عليهم مغادرة المطعم قبل مرور ساعة ونصف، وهي مدة العشاء، واستعمال هواتفهم المتحركة، أو ارتداء أي أكسسوارات مضيئة.
نظارات خاصة
وبسؤاله عن كيفية الدخول إلى المطعم، قال: يقف الزبائن خلف بعضهم في صف واحد منظم، بحيث يضع كل زبون يده على كتف الشخص الذي يقف أمامه، ويدخلون بمساعدة نوادل مدربين، وعلى درجة عالية من الخبرة والكفاءة، يرتدون نظارات للرؤية الليلة.
سلامة الزبائن
وحول وسائل السلامة العامة التي يوفرها المطعم المظلم، أوضح هارو أن الأكواب غير قابلة للكسر، وأن أدوات تناول الطعام تقتصر على الملاعق والشُوَك، دون وجود للسكاكين، إضافة إلى أن درجة سخونة الطعام غير مؤذية، وما على الزبون إلا رفع يده ليجد النادل أمامه.
وقال: يعتمد الزبون في «نوَار» على حاستي الشم والتذوق للحكم على الأطباق التي سيتناولها، وبناء بعض التوقعات، وبانتهاء التجربة، يكون الطاهي بانتظار الزبائن، لتقديم شرح عن مكونات الأكلات التي تم تقديمها.
إحساس
يحظى المطعم بإقبال كبير من الذواقة، وقد استقبل مؤخراً شابتين مكفوفتين، أشادتا بفكرته، وقال هارو: تناول الطعام في «نوار»، يذكرنا بقيمة نعمة البصر، ويحفزنا على مساعدة المكفوفين والإحساس بهم.