تحيي مجموعة من مشاهير الغناء العربي حفلاتها لاستقبال العام الجديد في أماكن في عمان يستحيل على غالبية الأردنيين حضورها. وتتركز الحفلات في ثلاثة أماكن من المملكة، هي العاصمة عمان، مدينة العقبة على البحر الأحمر، ومنطقة البحر الميت أخفض نقطة على سطح الأرض في العالم.
وسيقام أكثر من مائة حفل في فنادق ومطاعم الأردن ابتهاجاً بقدوم العام الجديد، منتصف ليل الخميس المقبل، يحييها فنانون عرب ومحليون، حسب رصد "العربي الجديد" خارطة احتفالات رأس السنة الجديدة. وتتصدّر القائمة حفلات "أسطورية" يحييها مشاهير الغناء العربي في فنادق الأردن الفخمة، وعلى رأسهم: نانسي عجرم، وصابر الرباعي، وشذى حسون، وملحم بركات، ومايا دياب، ورامي عياش، ونور مهنا، وطوني قطان، وهاني متواسي وزياد خوري. وتبدأ حفلات رأس السنة قبل ساعتين من رحيل العام وتستمر لساعتين بعد مولد العام الجديد.
وتعد حفلات مشاهير الغناء بعيدة عن متناول يد الغالبية الساحقة من الأردنيين، إذ تراوح أثمان تذاكر الحفلات بين 423 دولاراً أميركياً في حدها الأعلى إلى 211 دولاراً أميركياً في حدها الأدنى، بحسب قرب الطاولة من الفنان وبعدها عنه. ويتقاضى ثلث الأردنيين رواتب شهرية تقل عن الحد الأعلى لثمن تذكرة لحضور حفلة رأس السنة لفنان عربي مشهور، بحسب ما تظهره أرقام المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي في الأردن.
ومقابل حفلات رأس السنة الأسطورية المقامة في فنادق ذات الخمس نجوم، تنظّم جمعيات وأندية ومطاعم حفلات يحييها فنانون مغمورون بأسعار في متناول أكبر شريحة من الأردنيين. وتراوح أسعار تذاكر حفلات الجمعيات والأندية بين 25 دولاراً أميركياً للشخص في حدها الأدنى إلى 56 دولاراً أميركياً للشخص، بحسب تفاصيل برنامج الحفلة. وترى مصادر "العربي الجديد" أنّ حفلات رأس السنة تحوّلت إلى "موضة" تزداد انتشاراً بين الشباب عاماً بعد آخر وتضيف كثيرين يسعون إلى الاستفادة اقتصاديا من هذه "الموضة".
ويتوقع أنّ ينفق الأردنيون نحو 1.13 مليون دولار على شراء تذاكر لحضور حفلات رأس السنة، بحسب تقديرات عاملين في مجال تنظيم الحفلات. وهو مبلغ لا يتسنى التأكد من دقته من جهة رسمية، إذ تشير أحدث الأرقام الحكومية المتوفرة إلى أنّ إنفاق الأسر في المملكة على الترفيه انخفض بنحو النصف، إذ تراجع من 179 دولاراً أميركياً سنوياً عام 2010 إلى 99 دولاراً أميركياً سنوياً عام 2013.
لكن العاملين في تنظيم الحفلات أصروا أن تقديراتهم واقعية، إذ إنهم رصدوا حتى الآن 114 حفلة ستقام للاحتفال برأس السنة، وتابعوا كلامهم "فإذا حضر كل حفلة مائة شخص بالمتوسط، فإن ثمن التذاكر المباعة سيتجاوز مليون دولار أميركي على اعتبار أن متوسط سعر تذكرة حفلة رأس السنة لهذا العام وصل إلى 99 دولاراً أميركياً". لكن منظمي حفلات شكوا من ضعف الإقبال على شراء التذاكر مقارنة بالسنوات الماضية عندما كانت تذاكر حفلات المشاهير تباع في السوق السوداء بأضعاف سعرها نتيجة نفادها مبكراً.
وهو أمر لم يحدث العام الحالي، إذ ما زالت تذاكر حفلات مشاهير متوفرة قبل أسبوع من انطلاق مراسم وداع العام الحالي. ويعلل سمير الشرمان ضعف الإقبال بأنّ الغالبية العظمى من الأردنيين يفضلون قضاء ليلة رأس السنة في منازلهم، وهم يتنقلون بين القنوات الفضائية لمشاهدة احتفالات العالم بهذه الليلة. بينما يرد زميله حسين طلافحة أنه سيستقبل العام الجديد بأفضل طريقة يمكن أنّ تخطر في باله ويتابع كلامه باسماً "سأستقبله نائماً".