ربما كانت البداية في جلسة أصدقاء، شارك فيها أحدهم بتجربته في تخفيف التوتر والضغط العصبي، ربما شعر ببعض الحرج وهو يخبرهم بأنّ "التلوين نجح معي بطريقة مدهشة"، لكنّ واحداً من أصدقائه قرّر أن يجرّب، ثم دفعه نجاح التجربة لمشاركتها مع أصدقائه على فيسبوك أو تويتر. ربما كانت البداية مختلفة، لكنّ النتيجة أنّ دوراً كبرى للنشر أصبحت تصدر سلسلة وأكثر، مختلفة، من كتب التلوين للكبار، مذيّلة بتوقيع أكبر الرسامين في مصر. وراح كثيرون يتهادون بكتب التلوين، مؤكّدين أهميتها في ضبط المزاج الخاصّ للشخص وتقليل التوتر اليومي.
الفنانة رحاب محمد
تؤكد الفنانة التشكيلية رحاب محمد أهمية التلوين في علاج الضغط النفسي والتوتر، قائلة: "التلوين له مفعول سحري في طرد الطاقة السلبية من جسد الشخص وعقله، وإحلال طاقة إيجابية نافعة محلها"، موضحة أنّ "الإمساك بريشة الألوان أو حتّى أقلام التلوين، والضغط به على الأوراق والرسومات يساعد في إخراج مكنونات النفس السلبية، فيهدّئ توتّر الشخص وعصبيته ويمنحه هدوءًا وراحة بال".
هكذا لحق التلوين بالموسيقى وممارسة الرياضة لعلاج الاكتئاب والأزمات النفسية: "الأشخاص الكبار بحاجة إلى التلوين أكثر من الصغار، فهم عرضه للضغوط والتوتر العصبي بشكل أكبر، نظراً لوعيهم بالظروف المحيطة بهم ماديا وسياسيا واجتماعيا، والتلوين بمثابة تنفيس لهم أو مخرج لترييح البال".
عشرينية أدمنته
نجاح "العلاج بالتلوين"، حقّق له قدراً كبيراً من الانتشار، على يد "مدمنين" مثل سالي محسن. هي فتاة عشرينية تقول إنّها "أدمنت التلوين": "في الأوّل لم أكن أعرف أنّ هناك كتب تلوين للكبار، لكنّ صديقتي أهدتني واحداً في عيد ميلادي، فيه رسومات بيوت مصرية قديمة، ومن وقتها تحوّلت إلى مدمنة يجب أن ألوّن كلّ يوم رسمة".
وتضيف: "أنا حتّى نزلت اشتريت كتاب تاني، وكلّ رسمة ألوّنها أنشرها عندي على الفيسبوك"، مؤكدة أنّها منذ اعتادت التلوين تشعر براحة أكبر في حياتها اليومية، وتوضح أنّ التوتر بسبب الشغل والمواصلات والراتب والبيت تراجع جداً: "بقيت أحسّ براحة بعد التلوين وبنشاط ذهني وجسدي، وكإن كل الطاقة السلبية إللي جوايا خلاص خرجت".
مراهقة تتعالج به
مثلها جنا عمرو، وهي فتاة في الخامسة عشرة من عمرها، تعالج نفسها بالتلوين: "أنا أعالج نفسي من التوتر والضغط العصبي والانفعال بالتلوين، خصوصاً مع الدراسة والدروس والبيت والامتحانات، أنا شايفة إنّ التلوين وسيلة فعالة لراحة النفس والهدوء". وتكمل في حديثها لـ"العربي الجديد": "عرفت إنّ فيه كتب تلوين للكبار من الفيسبوك فدورت واشتريت كتاب وبدأت ألوّن بالألوان الخشب والماركر، وأنشر الرسومات الحلوة على فيسبوك. والتلوين فرق معايا كتير، بقى مودي أحسن، وبقيت هادية مش عصبية على طول، واللي حواليا ملاحظين ده. فالتلوين فعلا يخرج طاقة سلبية جبارة ويهدئ الأعصاب".
وكالات