هي حلوى ارتبطت بالمولد النبوي الشريف، وقد جاءت صدفة إلى المائدة العربية، ولا تعرف أصولها تحديداً، لكنها شهية ولذيذة كصنف من الحلويات الشعبية التي يقبل عليها الفقراء لسهولة إعدادها وتوفر مكوناتها بين أيدي العامة، وتعددت لذلك أسماؤها في البلاد العربية، ولكن الاسم الغالب هو "الزلابية" وقد أخذت هذا الاسم لأسباب عدة، فهناك من ينسبها إلى "زرياب" الذي ابتكرها عندما سافر إلى الأندلس، وهناك رواية أخرى تشير إلى أن أحد الأثرياء قد طلب من خادمه أن يعد له صنفاً من الحلوى الشهية فلم يكن لديه سوى الدقيق والسكر والزيت فصنع الزلابية، وحين رأى شكلها كعجينة مائعة في المقلاة صرخ هلعاً "زلة بي"، ولكن الحلوى أعجبت سيده وأمر له بمكافأة حسنة، وهكذا انتشرت الزلابية كحلوى تقدم في الأعياد الدينية، خصوصاً في ذكرى المولد النبوي الشريف وتعد معها العوامة أيضاً "لقمة القاضي".
تعرف الزلابية في بعض البلاد بالمشبك، أيضاً، وهي تنتشر في بلاد شبه الجزيرة العربية، مثل البحرين والسعودية والكويت، كما أن هناك مصادر تاريخية تشير إلى انتشارها في المغرب العربي وتعرف باسم الشباكية المغربية، وهي على العموم مهما اختلف اسمها فهي حلوى الفقراء لأن مكوناتها لا تزيد عن الدقيق والسكر والزيت وتقدم في المساجد لوفاء النذور مثلاً أو كنوع من الصدقات أو الرحمة لروح ميت عزيز.
أما عن طريقة إعدادها، فيتم مزج الطحين مع الخميرة والنشاء والبيكنج بودر بالماء الفاتر لتصبح عجينة لينة ثم تترك لتخمر قليلاً في مكان دافئ، ثم تقطع وتلقى في الزيت لتصبح عجينة رقيقة وهشة ومتشابكة دون انتظام شكلها، وبعد تحميرها في الزيت تلقى في الشراب السكري الساخن والمعروف بـ" الشيرة أو القطر"، حتى تتشربه وترفع وترص في أطباق للتقديم.
على الرغم من بساطة مكوناتها وتوفرها للطبقات البسيطة والشعبية إلا أنها غنية بالسعرات الحرارية، حيث تحتوي كل 200 غرام منها على 800 سعر حراري، لذلك يفضل تقديمها في الشتاء ونسبة الكربوهيدرات فيها تصل إلى 180 ملغم، لكل 200 غرام من الزلابية، ولكنها فقيرة بالبروتينات.