يحمل حقيبة صغيرة، دائماً مجهزة بملابسه النظيفة، وحذاء رياضياً وأسطوانات رقمية، يودّع والديه وإخوته، ويذهب إلى محطة الحافلات أو القطار، ويغيب شهرين أو ثلاثة، يعود بعدها إلى بيته لأسابيع قليلة، ثم يذهب مرة أخرى لأشهر، حتى ينتهي العام ويبدأ آخر.
حياة رتيبة يحياها عبد الله، ذو السابعة عشرة عاماً، رغم أنه يعمل في "التسلية" كما يؤكد، حتى أن فريقه يدعى entertainment team، يقدم حفلات غنائية في القرى السياحية طوال العام، صيفا وشتاء، ترسله الشركة التي يعمل لديها هو وأعضاء فريقه، كما ترسل فرقا أخرى إلى كل القرى لإقامة الحفلات الغنائية يومياً خلال فترة التعاقد.
يحكي عبد الله "أقدم الحفلة كل يوم تقريباً بنفس الشكل، إلا إذا كان هنا موسم مزدحم ونزلاء كثر في الفندق أو القرية فنقدم فقرات أكثر وتكون مختلفة".
ويرى عبد الله، طالب في الثانوية العامة، أن مهنته مسلية إلى درجة كبيرة، متابعاً "أقوم بتشغيل الأغاني وتقديم فقرات من غناء وكاريوكي ورقص لتسلية النزلاء، وأكون سعيداً جداً مع النزلاء المتجاوبين، الذين يشجعوني ويتفاعلون معي، حتى لو تكررت الحفلة يوميًا، فأشعر بالتسلية كما أقوم بتسليتهم"، مضيًفا "لكن هناك أوقاتا مملة ورتيبة، يكون فيها عدد النزلاء قليلا، وغير متفاعلين معي، وأضطر لشهرين أو ثلاثة أن أقدم نفس الحفلة يوميا لتسلية النزلاء الذين يقيمون لـ3 ليال ويغادروا ويأتي غيرهم، فأشعر بملل كبير وأنا أقدم الحفلة".
ويؤكد عبد الله، الذي يأخذ عطلته فقط من أجل تأدية الاختبارات الدراسية، إنه التحق بهذا العمل منذ 3 أعوام، قائًلا "أنا أصلا من إمبابة ومدير الفريق جاري، وعارف إني بحب الأغاني والرقص، عرض عليا الشغل معاه، ومعظم الفريق من الجيران والأصحاب"، مضيفا "سافرنا في أكثر من مكان لتقديم الحفلات، وفي أكثر من قرية، في العين السخنة، ومرسى علم، ودهب، وشرم الشيخ...".