تساعد الموسيقى على تغيير مزاج الناس بمختلف فئاتهم العمرية، كما تثير فيهم بعض المقطوعات والأغاني مشاعر محددة. وأثبتت دراسة حديثة لباحثين في فنلندا والدنمارك أن نوع الموسيقى الذي يسمعه الأشخاص، له أثر مهم في صحتهم النفسية، إذ أجروا اختبارات عديدة تقوم على إسماع الأفراد موسيقى تتنوّع بين أنغام مفرحة ومحزنة أو مخيفة، يتم من خلالها قياس النشاط العصبيّ المترتّب عليه.
وبحسب الدراسة التي نشرتها الـ"إندبندنت"، فإن الأشخاص الذين يستمعون لموسيقى حزينة أو عنيفة معرّضون أكثر للإصابة بالقلق والعصاب. "هذا النوع من الموسيقى يؤدي إلى الرغبة بالتعبير عن المشاعر السلبية وليس بالضرورة تحسينها"، حسب ما يقول الدكتور، سوفي ساريكاليو، مؤسس اختبار "الموسيقى لتغيير المزاج" لموقع Independent.
وبحسب التحليلات في الدراسة نفسها، تبيّن أن النشاط في قشرة الفص الجبهي الوسطي، التي تكون فعالة خلال عملية تنظيم العواطف، عند استماع الموسيقى، يكون في الرجال أقل من النشاط الدماغي في المنطقة عينها عند النساء. تقول البروفيسور، إلفيرا براتيكو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إنّ "هذه النتائج تظهر الصلة بين أنماط الموسيقى المختلفة وتفعيل قشرة الفص الجبهي من الدماغ، ما يعني أن أنماطًا محددة من الموسيقى التي يستمع لها الأفراد تؤثر على دماغهم على المدى الطويل".
ويأمل الباحثون أن تساعد نتائج الدراسة هذه في وسائل العلاج بالموسيقى المتوسّعة حاليًا. وتقول الباحثة في الدراسة المتخصصة في العلاج بالموسيقى، إميلي كارلسون، لإندبندنت:"نأمل أن تشجّع دراستنا المعالجين بالموسيقى للتكلم مع الزبائن عن الموسيقى التي يسمعون خارج الجلسات، وأن تشجع أيضًا الناس على التفكير بما قد تسببه أنماط الموسيقى التي يستمعون إليها".