الاقتصادي- بمجرد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وإقدام سلطاته على إغلاق معبر كرم أبو سالم، صباح الأحد، ارتفعت أسعار البضائع في القطاع، خصوصاً الأساسية منها، الأمر الذي فاقم من معاناة السكان في بدايات شهر رمضان.

وقال محمد أبو جياب، الصحفي المختص بالشأن الاقتصادي، إن الناس تتهافت بالقطاع على شراء السلع بسبب تخوفهم من زيادة الأسعار، وهذا ما زاد من الضغط على الأسواق المحلية.

وأضاف لـ "الاقتصادي" أن بعض السلع الأساسية شهدت ارتفاعاً طفيفاً في أسعارها منذ الساعات الأولى من الإعلان، لكن جرى ضبطها بجهود أمنية وحكومية بالقطاع. 

وأوضح أبو جياب أنه إذا استمر قرار وقف إدخال المساعدات إلى غزة، فإن الأوضاع ستزداد سوءا، خاصةً وأن المساعدات كانت بمستوى استهلاك المواطنين بغزة اليومي، ولا يوجد كميات كبيرة مخزنة من السلع تحديداً الخضروات والفواكه. 

وأشار إلى أن السوق سيشهد خلال أسبوع كحد أقصى أزمة في توفر السلع الأساسية في حال استمر وقف إدخال المساعدات، وهذا الأمر أقل زمنيا بما يتعلق بالخضروات، حيث ستظهر المشكلة في وفرتها حتى نهاية الأسبوع الجاري كأقصى حد. 

في السياق، أشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى تهافت المواطنين على الأسواق في مختلف أنحاء قطاع غزة، وشراء ما يتوفر من سلع خصوصاً الأساسية مثل الدقيق (الطحين)، والسكر، وزيت القلي (السيرج)، والخضراوات... وغيرها.

وقال أيمن أبو كريم (43 عاماً)، وهو من سكان حي اليرموك بوسط مدينة غزة، إنه فوجئ بخبر إغلاق المعبر، وبارتفاع الأسعار بسرعة شديدة، مشيراً إلى أنه نزل للسوق لشراء أي مستلزمات أساسية، رغم عدم احتياجه لها في الوقت الحالي بعدما اشترى قبل بدء الشهر ما يلزمه لعدة أيام.

وأضاف: "اضُطررت للتوجه للسوق لشراء مزيد من السلع الأساسية مثل السكر والسيرج... وغيرهما"، مشيراً إلى ارتفاع مُبالغ فيه في الأسعار.

وتابع أبو كريم: "ما يجري جنوني، وهناك حالة واضحة من الاستغلال تُفرض على المواطنين في ظل ظروف قاسية نعيشها نتيجة الحرب وما خلَّفته من واقع مأساوي".

وأبدى مخاوفه من أن تعود الحرب عسكرياً وأن تطول أزمة إغلاق المعابر؛ ما يعني عودة المجاعة للقطاع.

وفق متابعات ميدانية، ارتفع سعر كيس الطحين الذي يصل وزنه إلى 25 كيوغراماً من 15 شيكلا، إلى 100 شيكل، بينما ارتفع سعر كيلو السكر من 6 شواكل إلى 10 شواكل، ثم وصل إلى 14 شيكلاً، بينما ارتفع سعر لتر زيت القلي من 7 شواكل إلى 15 شيكلاً. وارتفع كذلك سعر أنبوبة الغاز زنة كيلوغرام واحد من 40 شيكلاً إلى 90 شيكلاً.

وتشير التوقعات إلى مزيد من الارتفاع، هذا إذا تبقت بضائع؛ بينما تحدث باعة من أصحاب البسطات الصغيرة في بعض الأسواق عن إخفاء بعض التجار الكبار ما لديهم من سلع.

وقال أحمد النحال، وهو صاحب بسطة في سوق حي الشيخ رضوان بشمال مدينة غزة، إن بعض التجار استغلوا الوضع، وأخفوا ما لديهم من بضائع في مخازنهم، وامتنعوا عن عرضها في الأسواق «لاستغلال الباعة الصغار أمثالنا، واستغلال المواطنين».

وأهاب بالجهات الحكومية الإسراع بضبط الأسعار والأسواق، قائلاً: "نحن بحاجة لمن يحمينا ويحمي المواطنين، نحن أصحاب البسطات رِبحنا بسيط جداً مقارنةً بما يحققونه، وسيفرضون علينا أسعاراً باهظة من الآن".