الاقتصادي - ليس عشاق الشوكولاتة اليوم في أفضل أحوالهم. لأن ارتفاع أسعارها جعلهم يقفون أمام مفترق طرق، بين تقليص استهلاكهم أو البحث عن بدائل أقل تكلفة.
وهناك خيار قد يمكن المستهلكين من تجنب الأسعار المرتفعة جزئيا عبر شراء الشوكولاتة المصنوعة من كميات أقل من مسحوق الكاكاو.
فيما قد يستمر ارتفاع أسعار الشوكولاتة في ظل تضاعف سعر الكاكاو الذي سجل أعلى مستوى قياسي له حينما بلغ 12646 دولارا أميركيا للطن في ديسمبر الماضي.
وخلال العامين الماضيين، ارتفعت تكلفة تصنيع الشوكولاتة بأكثر من 167%، وإثر ذلك رفع تجار التجزئة أسعار الشوكولاتة.
وفي تقريرها لعام 2024، قالت شركة الشوكولاتة السويسرية "LINDT" إن العام الماضي كان مليئًا بالتحديات بسبب تكاليف الكاكاو المرتفعة بشكل غير مسبوق، وزيادات كبيرة في الأسعار.
وأفادت الشركة بأنها رفعت أسعارها وتتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في عام 2025.
فيما حاولت شركة "HERSHEY" طمأنة محبي الشوكولاتة من خلال توضيحها بأنها تخزن الكاكاو قبل عام تقريبا من استخدامه ما جنبها تقلبات سعره، لذا فإن أسعار بيع منتجاتها في المتاجر خلال الربع الأول من هذا العام قد لا تعكس أسعار الكاكاو الحالية.
وتوقع معهد ويلز فارغو للأغذية الزراعية ارتفاع أسعار حلوى الشوكولاتة في الربع الأول من 2025 بنحو 20% مقارنة بالعام الماضي. ونصح المستهلكين باختيار منتجات تتضمن مكونات ليست من الكاكاو الخالص.
لكن يبقى هناك بارقة أمل بالنسبة لعشاق الشوكولاتة وهي تراجع أسعار الكاكاو في الفترة المقبلة، إذا تحسنت أوضاع المناخ في الدول المنتجة بمنطقة غرب إفريقيا.
من جانبه، قال رئيس أكاديمية تريدر الأميركية عمرو عبده، إن أهم عوامل الارتفاع في أسعار الكاكاو هو التغير المناخي، والحالة الاقتصادية في الدول المسؤولة عن إنتاج 60% من الكاكاو في العالم وتحديدا دولتي ساحل العاج وغانا.
وأضاف عبده، أن تزيد أسعار الطاقة في هذه الدول يتسبب في قطع الكثير من الأشجار ومنها أشجار الكاكاو ولإعادة زراعتها مرة أخرى تأخذ من 5 إلى 6 سنوات للوصول إلى مرحلة الإنتاج وبالتالي توجد فجوة كبيرة جدا لتعويض الإنتاج.
وأوضح أن التغير المناخي خفض إنتاج ساحل العاج بنحو 40% خلال آخر سنتين من 500 ألف طن إلى 300 ألف طن.