مدمنو النشر في "فيسبوك" أقل ثقة بأنفسهم وأكثر تعاسة
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.07(2.88%)   AIG: 0.16(5.88%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.20(3.08%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.85(%)   ARKAAN: 1.29(0.00%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.62(2.95%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.10(1.79%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.68(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.80(2.56%)   PADICO: 1.01(1.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.95(1.02%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.05(3.67%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(0.00%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.65(4.41%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.95(%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.01(1.00%)  
12:00 صباحاً 21 كانون الأول 2015

مدمنو النشر في "فيسبوك" أقل ثقة بأنفسهم وأكثر تعاسة

أثناء تجولك بصفحتك الرئيسية في موقع فيسبوك أو إنستغرام، لا بد أن يلفت نظرك بعض الأصدقاء الذين يعرضون للعالم حياتهم الشخصية بشكل كامل، فتعرف عنهم كل شيء بدءاً من خبراتهم العلمية والعملية ونهاية بأسماء المطاعم التي يترددون إليها وأقرب أصدقائهم.

صحيح أنه إلى حد ما تعتبر المشاركة في عالم الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي أمراً عادياً تفرضه طبيعة هذه الشبكات، إلا أن نوعية المنشورات ووتيرتها تعكس معلومات يحاول المستخدم إخفاءها، وتعطي مؤشرات عن حالته النفسية لمن يريد أن يدقق.

وفي هذا السياق أكدت دراسة حديثة أجريت في بريطانيا أن "مدمني النشر" في موقعي فيسبوك وإنستغرام غالباً ما يشعرون بعدم الرضا عن حياتهم وقلة الثقة بأنفسهم، وأن سيل المنشورات الشخصية ما هي إلا محاولة لإضافة بعض اللمعان على حياتهم.

ففي إطار التجربة التي أجراها الباحثون على 5000 بريطاني، تبيّن أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يشعرون أكثر بالفشل وأقل بالإنجاز من أولئك الذين يعيشون بعيداً عن الشبكات الإلكترونية أو يعتبرون أقل تعلقاً بها ونشاطاً فيها.

فبحسب المعطيات التي أوردتها الدراسة، فإن 56% من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي غير راضين عن أدائهم ويشعرون أن قدراتهم مهدورة، وهذه نسبة كبيرة مقارنة مع 30% وسط المشاركين من غير المستخدمين "المدمنين" على النشر في هذه المواقع. ومن بين المستخدمين من الفئة العمرية "17-33" 63% وصفوا أنفسهم بأنهم "فاشلون بالحياة" مقارنة بالكهول (55-70 عاماً) الذين أعرب غالبيتهم (63%)عن رضاه وسعادته.

وعليه فإن المقلق بين المعطيات هو أن حالة عدم الرضا تزداد عند فئة الشباب، إذ إن واحداً من بين كل ثلاثة شباب تتراوح أعمارهم بين 25 و34 يعترفون بأن وصفهم لأنفسهم عبر مواقع التواصل لا ينطبق عليهم ولا يشبه حقيقتهم، وأنهم يتمنون لو كانوا في الواقع مثل الوصف الذي كتبوه.

كما أن الكثير منهم أعرب عن قلقه تجاه مظهره الخارجي، والطريقة التي يراه فيها الآخرون، وآخرون أيضاً تحدثوا عن قلقهم تجاه حياتهم العملية وأنهم لا يشعرون بالسعادة على الإطلاق، وقالوا إنهم غير ناجحين بما فيه الكفاية في مهنتهم، على عكس ما يحاولون عرضه أمام أصدقائهم في الحيّز الافتراضي.

وتطرح هذه النتائج المقلقة أسئلة كثيرة حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الثقة "المزيفة" بالنفس، وحول حقيقة مساهمتها في تنمية قدرات الإنسان وتقييمه لنفسه. فبحسب تحليل نتائج الدراسة ومحاولة تفسير العوامل الواقفة وراءها يتضح أن سبب الخيبات التي يتعرض لها مستخدم فيسبوك هي المقارنة.

فوسط المئات أو الآلاف من الأصدقاء الذين يعرضون إنجازاتهم وتفاصيل حياتهم المشوّقة بشكل يومي، تنمو ثقافة المقارنة بين إنجازات المستخدم الحقيقية وبين ما عرضه معارفه وأصدقائه في العالم الافتراضي، الأمر الذي يتسبب بخيبة أمل وتقليل للتقدير الذاتي عند الشباب، خاصة إذا لم يكن المستخدم واعياً لاحتمالية أن تكون المنشورات مبالغاً فيها.

بالمقابل، من يعيش غالبية حياته في العالم الحقيقي لا يعرض نفسه لمواقف كثيرة تستوجب المقارنة؛ لعدم توفر المعلومات بتلك السهولة التي يوفرها العالم الافتراضي، لذا يميل الشخص أكثر لتقدير منجزاته والعمل على تطوير نفسه بعيداً عن نية الاستعراض وهوس النشر.

إلى جانب ذلك، من المقلق أن يدخل الجيل الشاب في دوامة انعدام الثقة ومحاولة تعويضها بالمبالغة بنشر الإنجازات الوهمية، ويهدرون وقتهم في ذلك من أجل استسقاء التعليقات الإيجابية وبناء تقديرهم الذاتي بناء على إعجاب الآخرين، وليس بناء على الاكتفاء الذاتي النابع من الداخل.

كما أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل لهذا الغرض قد يخلق مع مرور الوقت شخصية مثالية ونموذجية من كل من هؤلاء المستخدمين، فتكون جميلة وناجحة مهنياً وسعيدة على الصعيد الشخصي، وتقضي وقتاً ممتعاً في أماكن عدة، لكنها أيضاً غير حقيقية ولا تشبه الواقع، وهو ما يضلل ويربك المستخدم نفسه وأصدقاءه الافتراضيين، ويفتح المجال أمام مشاكل التواصل الإنساني المباشر.

 

Loading...