يمر بمحاذاة كوكب الأرض في يوم عيد الميلاد في 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري جرم فضائي كبير قطره 2 كم دون أن يترتب عن ذلك أي خطر ارتطام، وفقاً لعلماء الفضاء.
فعبارة "بمحاذاة الأرض" في المقاييس الفلكية تختلف عن المقاييس البشرية، إذ إنها تنطبق على حالات يكون فيها الجرم أبعد عن الأرض من قمرها بعشرات المرات مثلاً.
وسيمر هذا الكويكب في مسافة أبعد من مسافة القمر عن الأرض بـ28 مرة، وعلى ذلك فإن خطر أن يرتطم بالأرض معدوم.
من جانبه، قال مارك بايلي مدير مرصد أرماغ في إيرلندا الشمالية لوكالة فرانس برس: "في كل عام تقريباً يمر جرم أو أجرام عدة بهذا الحجم على هذه المسافة من الأرض".
وفي 31 نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، مر جسم فضائي ضخم يرجح العلماء أنه من مخلفات مذنب منطفئ قرب الأرض على بعد 500 ألف كيلومتر عن الأرض، أي مرة وثلاثة أعشار المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر.
أما الجرم الذي سيمر قرب الأرض في عيد الميلاد، فقد أطلق عليه العلماء اسم "إس دي 220"، وهو مكتشف منذ عام 2003، وهو "ليس على قائمة الأجرام الفضائية التي قد تشكل خطراً على الأرض" بحسب ماريا إنطوانيت باروتشي، عالمة الفضاء الباحثة في مرصد باريس.
وأضافت: "ليس هناك أي خطر، يمكننا أن نحتفل بعيد الميلاد مطمئنين".
وتقع ارتطامات لأجرام فضائية كبيرة، أي قطرها أكبر من كيلومتر واحد، بالأرض مرة كل مئة ألف عام، بحسب العلماء، أما الأجرام الصغيرة جداً التي تسقط على الأرض فهي تحترق في غلافها الجوي وتتفتت وتكون ذات أضرار محدودة.
لكن الأجرام الكبيرة قد يؤدي ارتطامها بالأرض إلى كارثة كبرى، فقبل 65 مليون عام ضرب كويكب كوكب الأرض وأسفر عن انقراض الديناصورات و75% من الأنواع الحية، وكان ذلك الجرم أكبر بعشر مرات من الجرم الذي سيمر يوم الميلاد بسلام قرب الأرض.
وإزاء المخاوف التي يبديها الكثيرون من إمكانية اصطدام جرم فضائي بالأرض، يؤكد العلماء مراراً وتكراراً أن مراقباتهم المتواصلة وأعمال المسح المستمرة للفضاء تؤكد أن لا خطر من هذا النوع على كوكب الأرض في السنوات الطويلة المقبلة.
رغم ذلك، يدرس العلماء التقنيات التي قد تستخدم في حرف جرم يقترب من الأرض أو تفجيره في الفضاء.