الاقتصادي- وكالات- ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 27% في 2024، وبلغ أعلى مستوى له على الإطلاق 2790.15 دولاراً في 31 أكتوبر/تشرين الأول.
وكان الارتفاع مدفوعا بدورة تيسير السياسة النقدية بالبنك المركزي الأميركي وتصاعد التوترات العالمية. وعلى الصعيد الجيوسياسي، تستمر حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي القارة الآسيوية، وافق برلمان كوريا الجنوبية، يوم الجمعة، على عزل الرئيس المؤقت هان دوك-سو بعد أقل من أسبوعين من تعليق صلاحيات الرئيس يون سوك يول تمهيدا لعزله.
ويعتبر الذهب بمثابة تحوط ضد الاضطرابات الجيوسياسية والتضخم ولكن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية المعدن الذي لا يدر عائدا.
وتستعد الأسواق الآن لتحولات سياسية كبرى بما يشمل الرسوم الجمركية وإلغاء القيود التنظيمية والتغييرات الضريبية في عام 2025 مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني.
ومن المتوقع أيضا أن تؤدي سياسات فرض رسوم جمركية والسياسات التجارية الحمائية إلى إشعال حروب تجارية محتملة، وهو ما يزيد من جاذبية الذهب باعتباره ملاذاً آمناً.
ويظل معظم المحللين متفائلين بعام 2025، على الرغم من أن "المركزي الأميركي" يتوقع تقليص وتيرة خفض أسعار الفائدة العام المقبل. ويعتقد المحللون أن مواطن التوتر الجيوسياسي في جميع أنحاء العالم ستظل نقاطا ساخنة وأن البنوك المركزية ستواصل موجة شراء الذهب القوية، وأن حالة الغموض السياسي ستستمر مع عودة ترامب.
ويتطلع المتعاملون للحصول على دلائل على توجهات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، بشأن أسعار الفائدة والتعرف إلى سياسات ترامب الخاصة بالرسوم الجمركية، التي قد تشكل مسار المعدن النفيس في عام 2025. وبعد تنفيذ خفضين كبيرين في سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني، خفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة في ديسمبر/كانون الأول، لكنه لمّح إلى إبطاء وتيرة التخفيضات في عام 2025.
أسعار الذهب إلى 3000 دولار في 2025
وقال دانييل بافيلونيس، كبير محللي السوق في آر.جي.أو فيوتشرز، في تصريحات سابقة لوكالة رويترز، إن "البنوك المركزية ستواصل شراء الذهب، ومع استمرار التضخم، قد نشهد زيادة في الطلب على الذهب من جانب التجزئة أيضا"، مضيفا أن الأسعار من المتوقع أن تتجاوز ثلاثة آلاف دولار العام المقبل. وقال أجاي كيديا، مدير شركة كيديا كوموديتيز في مومباي، للوكالة ذاتها، إن العام المقبل سيكون متقلبا للغاية بالنسبة للذهب مع تحقيق مكاسب في النصف الأول من العام بسبب التوتر الجيوسياسي المتزايد وجني الأرباح في النصف الثاني.
وقال بوب هابركورن، كبير محللي السوق في آر.جي.أو فيوتشرز: "في العام المقبل مع شراء البنوك المركزية، أستطيع أن أرى الذهب يتجاوز ثلاثة آلاف دولار في مرحلة ما، ربما بحلول الصيف، إذا استمر الذهب بالوتيرة نفسها التي كان عليها".
وفي الأسواق، اليوم الاثنين، ارتفعت أسعار الذهب، حيث أدى الصراع في الشرق الأوسط إلى زيادة الإقبال على المعدن الأصفر باعتباره ملاذا آمنا. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 2622.93 دولارا للأوقية (الأونصة)، بحلول الساعة 00.40 بتوقيت غرينتش.
وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2%، إلى 2637.30 دولارا. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 29.41 دولارا للأوقية، وصعد البلاتين 0.4% إلى 922.80 دولارا، وقفز البلاديوم 0.5% إلى 915.69 دولارا.