الاقتصادي- لا تُقاس المسافات في الضفة الغربية بالكيلو مترات أو الزمن، بل بالحواجز والطرق الالتفافية والبوابات التي أصبحت أكثر تعقيداً بعد 7 أكتوبر 2023، ما ألقى بثقله على سائقي الخطوط العمومية بين المدن وداخلها.

في حديث لـ"الاقتصادي"، قال خليل حلبي، الذي يعمل منذ عام 2006 على خط رمون-رام الله، إن حركة المواصلات العمومية شهدت تراجعاً بعد الحرب.

وأضاف أن المسافة بين رمون، الواقعة شمال شرق رام الله، والمدينة كانت تقدر بنحو 17 كيلومتراً، أي 20 إلى 25 دقيقة بالسيارة.

أما الآن، فأصبحت 32 كيلومتراً، ما يستغرق نحو ساعة ونصف، متسبباً بزيادة استهلاك الوقود، حيث ارتفعت تكلفة السولار من 35 شيكلاً إلى 55 شيكلاً للرحلة الواحدة ذهاباً وإياباً، وفق حلبي.

أما خطوط المواصلات الأخرى، فقد تغيرت شمالاً وجنوباً، مما جعل المسافة بين رام الله وبيت لحم تتضاعف، لتصل إلى ساعتين أو ثلاث ساعات مقارنةً بنحو ساعة ونصف قبل الحرب، وفقاً لما أكده أحد السائقين.

وأضاف أن حركة المواصلات تراجعت بنسبة تصل إلى 80% في العام الجاري، ما أدى إلى زيادة استهلاك الوقود وتكاليفه من 80-90 شيكلاً للرحلة الواحدة إلى 90-110 شيكل. 

من جانبه، قال فريد عودة، الذي يعمل على خط نابلس-رام الله منذ 20 عاماً، إن حركة المواصلات تراجعت بنحو 50% مقارنةً بما كانت عليه قبل الحرب.

وأشار إلى أن الرحلة بين رام الله ونابلس أصبحت تستغرق من ساعتين إلى ثلاث ساعات بدلاً من ساعة ونصف، ما رفع تكلفة السولار بنحو 20 إلى 25 شيكلاً للرحلة الواحدة.

تظهر هذه المعطيات كيف أضافت الحرب مزيداً من التعقيد على قطاع المواصلات في الضفة، حيث بات السائقون يواجهون تحديات كبيرة بسبب الحواجز والطرق الالتفافية، مما أدى إلى زيادة الأعباء التشغيلية في ظل انخفاض حركة الركاب.