سوق العقارات في المخيمات.. بين غياب الطلب والبحث عن البديل
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.15(2.54%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.61(0.38%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.94(3.30%)   ARKAAN: 1.32(0.00%)   AZIZA: 2.75(4.84%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.50(%)   BPC: 4.00(2.44%)   GMC: 0.79(%)   GUI: 1.99(%)   ISBK: 1.41(2.76%)   ISH: 1.10(%)   JCC: 1.59( %)   JPH: 3.83( %)   JREI: 0.28( %)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47( %)   NAPCO: 1.03( %)   NCI: 1.76(%)   NIC: 3.00(%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.83(1.22%)   PADICO: 1.00(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.00(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.13(0.00%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(0.00%)   PRICO: 0.28(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.13(%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.70(4.48%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.90(%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.37(%)   VOIC: 7.64(4.95%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
9:18 صباحاً 26 كانون الأول 2024

سوق العقارات في المخيمات.. بين غياب الطلب والبحث عن البديل

العقارات في المخيمات الفلسطينية: غلاء وشح يدفعان السكان للخروج

الاقتصادي- علاء كنعان- نابلس- في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية، يواجه أمير جابر، الشاب البالغ من العمر 32 عامًا، تحديًا في تفسير قراره بالانتقال من المخيم إلى منطقة أخرى داخل المحافظة.

يقول جابر: "المخيم جزء من هويتي وثقافتي، وكنت أحلم بالعيش فيه إلى حين العودة إلى أرضنا التي هُجّر منها أجدادي. لكن مع اقتراب زواجي، أدركت أنني بحاجة إلى مساحة أكبر وأكثر استقرارًا لعائلتي المستقبلية. الانتقال لم يكن خيارًا سهلاً لكنه أصبح ضروريًا".

يعد مخيم طولكرم للاجئين ثاني أكبر مخيم في الضفة الغربية وأقيم على ارض مساحتها 0,18 كيلو متر مربع في عام 1950 ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين في المخيم 27,631 حتى عام 2023، وفقاً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

ولا تختلف معاناة أمير كثيرًا عن حال نديم خروب، الشاب البالغ من العمر 25 عامًا من مخيم بلاطة في نابلس، حيث يعيش أكثر من 23 ألف لاجئ مسجل لدى وكالة الأونروا. يقول خروب: "العيش داخل المخيم أصبح مستحيلًا بسبب سوء الخدمات الأساسية، كالصرف الصحي والبنية التحتية، فضلًا عن الاكتظاظ السكاني".

هاتان الحالتان تعكسان واقعًا أوسع يمتد إلى 30 مخيمًا فلسطينيًا، منها 22 في الضفة الغربية و8 في قطاع غزة، حيث تشكل الظروف المعيشية الضاغطة دافعًا رئيسيًا للشباب للبحث عن مستقبل خارج حدود المخيم.

الشباب والبحث عن أفق جديد

توضح سونيا جروان، مديرة مكتب الهديل للعقارات في نابلس، أن الشباب من أبناء المخيمات هم الأكثر تطلعًا لتحسين ظروفهم المعيشية. تضيف: "البعض يختار البناء فوق منازل عائلاتهم داخل المخيم، بينما يتمكن من لديهم إمكانيات مادية من الانتقال إلى مناطق مجاورة".
أما وسام سدر، تاجر العقارات من رام الله، فيرى أن الانتقال من المخيمات غالبًا ما يكون نتيجة عدم توفر المساحات الكافية للسكن، فضلًا عن تدني مستوى الخدمات الأساسية. يقول: "الاكتظاظ السكاني يدفع الكثيرين إلى الهجرة من المخيمات إلى المدن أو القرى القريبة، حيث الظروف أفضل نسبيًا".

وتتفق جروان وسدر على أن النمط العمراني للمخيمات، الذي يتمثل في تلاصق الأبنية والاكتظاظ، يجعلها بيئة غير مهيأة للسكن. كما أن الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة فاقمت من هذه الأوضاع، مما دفع العديد من العائلات للبحث عن مساكن أكثر أمانًا خارج المخيمات.

سوق العقارات وتأثيره
يشير الباحث الإعلامي د. أمين أبو وردة، المقيم في مخيم بلاطة، إلى أن سوق العقارات لعب دورًا في تشجيع الأسر على الانتقال.

يقول: "بعض العائلات انتقلت إلى مناطق مجاورة فهناك 200 عائلة انتقلت إلى مناطق روجيب وضاحية نابلس، حيث توفرت شقق سكنية بأسعار مناسبة نسبيًا للطبقة المتوسطة كما انشئت بعض المباني بالقرب من المخيم، حيث انتقل  بعض السكان اليها .

ويضيف أبو وردة أن التوسع الأسري والزواج يدفعان الكثيرين إلى مغادرة المخيم. ومع ذلك، تظل المخيمات محتفظة ببيئتها الخاصة، حيث يختار البعض العودة إليها نتيجة ارتباطهم العاطفي والعائلي بها.

الاجتياحات الإسرائيلية وآثارها

لم تكن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بعيدة عن تأثيرات الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة، التي أدت إلى تدمير أجزاء من البنية التحتية في المخيمات. يوضح أبو وردة أن 200 منشأة داخل سوق مخيم بلاطة، كانت مصدر رزق لنحو 200 أسرة، تعرضت للتدمير.

إضافة إلى ذلك، فإن القيود الإسرائيلية على حركة العمالة الفلسطينية، إلى جانب قلة الوظائف المتاحة في وكالة الأونروا والمؤسسات الحكومية، رفعت من معدلات البطالة وأثقلت كاهل سكان المخيمات، مما أدى إلى ظهور مشكلات اجتماعية متعددة.

غياب التخطيط لتحسين الواقع

تختتم جروان بالقول إن المخيمات تعاني من غياب خطط حقيقية لتحسين واقعها العمراني أو توفير حلول إسكانية مناسبة. تشير إلى أن البناء العمودي داخل المخيمات لا يكفي لاستيعاب السكان المتزايدين، في حين يركز التجار على مصالحهم التجارية دون تقديم أي دعم حقيقي لأبناء المخيمات.

يبقى الوضع داخل المخيمات الفلسطينية انعكاسًا للتحديات المعقدة التي يعيشها اللاجئون، بين ارتباطهم بهويتهم وظروف قاسية تدفعهم نحو البحث عن أفق جديد خارج حدود المخيم.

Loading...