السيارة الكهربائية التي تبلغ قيمتها نحو 10 آلاف دولار، ومع إضافة الجمارك بحدها الأعلى، يجب ألا يتجاوز سعرها 100 ألف شيكل، إلا أن أسعارها في السوق الفلسطينية تصل إلى حوالي 150 ألف شيكل
متابعة الاقتصادي- في ظل تزايد الحديث عن السيارات الكهربائية كبديل صديق للبيئة، واقتصادي لجيوب المستلهلكين، يبقى الإقبال على اقتنائها في فلسطين محدوداً.
وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة النقل والمواصلات، يبلغ عدد المركبات الكهربائية المسجلة حتى نهاية 2023 حوالي 712 مركبة، وهو ما يمثل نسبة ضئيلة لا تتجاوز 0.2% من إجمالي السيارات المسجلة.
الخبير في قطاع السيارات، الدكتور أكرم العواودة، أوضح في حديث خاص لـ"الاقتصادي" أن أسعار السيارات الكهربائية في فلسطين مبالغ فيها بشكل كبير، إذ تُباع بأسعار تزيد على الثلث مقارنةً بقيمتها الحقيقية.
غبركمثال على الفارق الكبير في الأسعار، ذكر العواودة أن السيارة الكهربائية التي تبلغ قيمتها نحو 10 آلاف دولار، ومع إضافة الجمارك بحدها الأعلى، يجب ألا يتجاوز سعرها 100 ألف شيكل، إلا أن أسعارها في السوق الفلسطينية تصل إلى حوالي 150 ألف شيكل على الأقل. في حين أن أسعار السيارات الكهربائية في الصين تتراوح بين 6 آلاف و14ألف دولار، ما يظهر التباين الواضح.
وفي ظل هذه الأسعار، يتساءل المستهلك الفلسطيني: لماذا لا تعكس هذه التسهيلات الجمركية انخفاضًا ملحوظًا في الأسعار؟ ألا يُفترض أن تشكل الجمارك المنخفضة مقارنة بالسيارات الأخرى، دافعًا للشركات لجعل السيارات الكهربائية في المتناول، خاصةً مع تزايد وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة؟
يشير خبراء إلى أن الأسعار الحالية تُعدّ حاجزًا أمام تطوير سوق محلية فعّالة للسيارات الكهربائية. فالقدرة الشرائية للمواطن الفلسطيني محدودة مقارنة بالأسواق المجاورة، مما يجعل من الضروري إعادة النظر في سياسات التسعير، وتوفير خيارات تمويلية ميسّرة تسمح للمزيد من الأشخاص بالتحوّل نحو السيارات الكهربائية دون أن يُثقلهم عبء الديون.
ويوجد في الضفة الغربية أكثر من 40 وكالة للسيارات، وأكثر من 300 مستورد للسيارات المستعملة، فيما يبلغ عدد المركبات المرخصة نحو نصف مليون مركبة، تضم أنواعاً قانونية وأخرى مشطوبة وأخرى غير مرخصة.
ومن بين تلك الوكالات، توجد مجموعة وكالات مختصة بالسيارات الكهربائية، منها: جاك، سيريز، بي واي دي، سكاي ويل، جيلي، ليب موتور، ام جي، شيري ماكسيوس، نيو وForthing، وMG. إضافة إلى السيارات الكهربائية المنتجة من قبل الشركات التقليدية، مثل: بيجو، ستروين، BMW وغيرها.
ويتوقع الخبير في قطاع السيارات أكرم العواودة أن يكون التوجه نحو المركبات الكهربائية مؤقتاً، مع التطور السريع في الأبحاث نحو المركبات الهيدروجينية أو تلك التي تعمل بالمواد الإشعاعية.
في نهاية المطاف، قد يكون خفض أسعار السيارات الكهربائية وتحقيق رقابة أكبر على السوق دافعاً لتشجيع استخدامها وتوسيع انتشارها في فلسطين.