"تلاوي يا تين": قصة موسم التين في قرية تل بنابلس
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.23(%)   AIG: 0.19(0.00%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.34(0.00%)   AZIZA: 2.40(2.56%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.50(0.00%)   BPC: 3.71(2.37%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.25(0.79%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.75(2.78%)   JPH: 3.63(0.00%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.71(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65(1.85%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(1.32%)   PADICO: 1.03(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.15(2.35%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.07( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.14( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 3.00( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 7.12( %)   WASSEL: 1.07( %)  
10:44 صباحاً 04 أيلول 2024

"تلاوي يا تين": قصة موسم التين في قرية تل بنابلس

الاقتصادي- آفاق البيئة والتنمية-  وعد أبو عصيدة- على التلة الخضراء في الجنوب الغربي من مدينة نابلس، تتربع قرية تل، التي عُرفت منذ زمن بعيد بإنتاجها لأجود وألذ ثمار التين. في كل صيف، تتحول القرية إلى مقصد لعشاق هذه الفاكهة، بعد أن جابوا الأسواق بحثاً عن مصدر التين فريد المذاق، لتستقبل آذانهم العبارة الشهيرة "تلاوي يا تين" التي يرددها الباعة.

يبدأ موسم التين في قرية تل مع مطلع شهر تموز/يوليو، ويستمر حتى نهاية أيلول/سبتمبر. ومنذ الفجر، تخرج العائلات إلى حقولها، كباراً وصغاراً، في أجواء تمتزج فيها المتعة بالتعب، لجني الثمار وتعبئتها في علب بلاستيكية وصناديق كرتونية متينة، استعداداً لعرضها في سوق القرية الذي يعج بالتجار والمشترين.

تراجع الإنتاج

على الرغم من التراث العريق في زراعة التين، شهدت قرية تل تراجعاً ملحوظاً في إنتاجية هذه الشجرة خلال السنوات الأخيرة. وفقاً لعضو المجلس القروي في تل، علي عصيدة، فقد انخفضت كمية التين المنتجة في القرية من 13-15 طن يومياً إلى 3-4 أطنان فقط. يعزو عصيدة هذا الانخفاض إلى مرض "حفار الساق"، الذي دمر عدداً كبيراً من أشجار التين، ما أجبر المزارعين على اجتثاث الأشجار المتضررة وزراعة فسائل جديدة. ويقول عصيدة: "هذه الفسائل لا تضاهي الشجرة الأصلية في الجودة والإنتاجية."

تحديات تسويقية

تعد مدينة نابلس السوق الرئيسي لبيع تين قرية تل، ومنها ينتقل إلى محافظات أخرى مثل رام الله وحتى القدس. في الماضي، كان المزارعون يسوقون نسبة كبيرة من محصولهم في أراضي الداخل، حيث كانت أسعار التين هناك ضعف ما هو عليه في أسواق الضفة الغربية. ولكن بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصبح الوصول إلى هذه الأسواق صعباً للغاية بسبب الإغلاقات والحواجز الإسرائيلية.

يقول عصيدة: "رغم الصعوبات العديدة التي نواجهها، إلا أن أسعار التين لا تزال معقولة وتساهم في توفير دخل جيد للتجار والمزارعين."

أهمية القطاع الزراعي وابتكارات مستقبلية

من جهته، يؤكد مدير عام العلاقات الدولية والعامة والإعلام في وزارة الزراعة، محمود فطافطة، أن "أهالي قرية تل احترفوا زراعة التين والعناية به على مر السنين، ما جعله محصولاً رئيسياً في القرية." ويضيف فطافطة: "حتى في ظل تراجع الإنتاج بسبب الأمراض والعوامل البيئية، يظل التين مصدر رزق هاماً للعديد من العائلات."

وعن التحديات التي تواجه تسويق التين، يشير فطافطة إلى أن "الحواجز والإغلاقات تجعل من الصعب تصدير التين إلى أسواق جديدة خارج فلسطين." ومع ذلك، يقترح حلولاً لتجاوز هذه العقبات، منها "تطوير صناعة منتجات فلسطينية مرتبطة بالتين مثل القطين والمربى، وتنظيم مهرجانات تسويقية."

يتحدث فطافطة عن الابتكارات الزراعية التي بدأ المزارعون في قلقيلية بتطبيقها، مثل زراعة "التين الأفقي" أو "التين المقزم"، ويقول: "هذه الأساليب الجديدة تفتح آفاقاً جديدة لزيادة الإنتاج وتحسين دخل المزارعين، إذ أن التين المقزم يتميز بقدرته على إنتاج كميات أكبر من التين التقليدي."

ويختتم حديثه بالقول: "إذا أردنا أن نجعل من التين محصولاً استراتيجياً، فعلينا العمل على تطوير التقنيات الزراعية، سواء في مجال التقليم أو التطعيم، بالإضافة إلى استكشاف أصناف جديدة من التين تتلاءم مع الظروف المحلية."

فرصة للشباب ومواجهة الأزمات

يلعب القطاع الزراعي دوراً حيوياً في امتصاص الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الشباب في الضفة الغربية. فالكثير من شبان قرية تل ممن خسروا عملهم في سوق العمل الإسرائيلي أو حتى داخل الضفة، وجدوا في موسم التين فرصة لخلق مصدر دخلٍ بديل، الأمر الذي ساهم في تحسن أوضاعهم المعيشية.

 ويوضح فطافطة: "رغم أن الزراعة لم تحدث تحولاً نوعياً في الاقتصاد، إلا أنها كانت دائماً القطاع الذي يلجأ إليه الناس في الأزمات." ويرى أن تحسين ظروف التسويق وفتح أسواق جديدة للتين الفلسطيني سيؤدي إلى تحسين فرص الدخل، ليس فقط لمزارعي التين في تل، بل في جميع أنحاء الضفة الغربية.

 

 

Loading...