الاقتصادي- أكد خبراء في معهد الاقتصاد الصناعي والتجارة بجامعة سول الكورية، في دراسة بحثية أجروها مؤخراً، بأن التحول إلى منتجات التبغ المسخن يعزز من فرص الإقلاع عن التدخين بشكل كامل، مشيرين إلى أن غالبية مستخدمي منتجات التبغ المسخن، هم من الأشخاص المدخنين للسجائر التقليدية قبل التحول إلى المنتجات البديلة التي تعتمد على تسخين التبغ بدلا من حرقه.
كما أشار الخبراء بعدم وجود أي دليل على كون منتجات التبغ المسخن قد تكون بوابة لبدء التدخين، وهو ما بينته الدراسة التي أجريت على نحو 4514 شخصًا بالغًا، بل خلصت الدراسة لنتيجة بأن من يبدأون التدخين خلال فترة المراهقة يكونون أقل ميلاً لاختيار منتجات التبغ المسخن، ويفضلون السجائر التقليدية.
والمثير للاهتمام في نتائج هذه الدراسة، التي شملت 2,356 شخصا من غير المدخنين، و 1,316 من المدخنين التقليديين، و842 شخصاَ من مستخدمي منتجات التبغ المسخن، ما أظهرته من وجود ميول أكبر للتحول إلى منتجات التبغ المسخن للإناث، والأشخاص الأكثر تعليمًا، ومن لديهم أطفالا، وممن يعملون في وظائف مكتبية، وكذلك ممن لديهم مخاوف صحية.
كما كشفت الدراسة أن الإناث البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عامًا، كانوا أكثر ميلاً للتحول إلى منتجات التبغ المسخن، بغض النظر عن معدلات دخولهم. في حين كان الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا أكثر ميلاً للتحول إلى منتجات التبغ المسخن إذا كانوا يحصلون على دخل أكبر.
وفي هذا السياق، لفتت الدراسة إلى أن سوق التبغ الكورية شهدت تغيرًا كبيرًا منذ إطلاق منتجات التبغ المسخن في العام 2017، حيث ارتفع حجم مبيعاتها بشكل ملحوظ على حساب السجائر التقليدية. وأوردت الدراسة بعض المعطيات، فبينما مثلت مبيعات منتجات التبغ المسخن نحو 2.2% فقط من إجمالي مبيعات التبغ في السنة الأولى من إطلاقه، ارتفعت هذه النسبة إلى 12% في النصف الأول من العام 2021.
أخيراً، يخلص الخبراء إلى أن ما يشهده سوق التبغ الكوري من تغيرات، يوفر بيئة بحثية ممتازة، لاستكشاف الأسباب التي تجعل المدخنين يتبنون منتجات التبغ المسخن، وهو أمر له أهمية خاصة لواضعي السياسات والقوانين التنظيمية المتعلقة بالتبغ بما في ذلك فرض الضرائب وتنظيم السوق.