تدخل كوثر في مفاوضات يومية شاقة مع زوجها للاتفاق على اسم مولودهما الثالث. كوثر الحامل بشهرها السادس تبحث عن اسم لمولودها يتناغم مع اسم طفلتيها جود وديمة، من دون أن يستقر رأيها على اسم محدد.
"اختيار أسماء الأولاد أصعب بكثير من اختيار أسماء البنات"، تشكو كوثر وتضيف أثناء انتظارها في عيادة طبيب في العاصمة عمان: "هناك خيارات منوعة وجميلة لأسماء البنات بينما أسماء الأولاد قليلة، وأغلبها حجزها أفراد في العائلة".
وبحسب أرقام دائرة الإحصاءات العامة الأردنية فإن طفلا من كل ثلاثة يرون النور في المملكة يحمل واحدا من ستة أسماء للذكور تعتبر الأكثر تكرارا في الأردن وهي: محمد، وأحمد، وعمر، ويوسف، وعبد الرحمن وعبد الله.
بالمقابل فإن طفلة من كل عشر ترى النور يسميها ذويها بواحد من ستة أسماء للإناث كانت الأكثر تكرارا العام الماضي وهي: جود، جنى، ليان، جوري، سارة، لين.
وفي انتظار وصول المفاوضات بين الزوجين إلى نتيجة متفق عليها تنهال قائمة طويلة من الأسماء عليهما من الأهل والأقارب والأصدقاء. فريق يقترح اسم والد الأب، وفريق آخر يلمح إلى جمال اسم والد الأم، وثالث يستلهم أسماء لشخصيات مشهورة ومعروفة، ورابع يحول الأمر إلى مجال للتندر فيقدم قائمة طويلة بأسماء غريبة ومضحكة.
تعدد الخيارات، وتناقض الأفضليات يبقي اسم الابن المنتظر عرضة للتغير والتبدل بين لحظة وأخرى، تماماً كمفاوضات ساعة الحرب، وأخرى ساعة السلام.
لذلك يشكو خالد العمري من "ديكتاتورية" الزوجات في هذا المجال، إذ يتشبثن برأيهن بطريقة غريبة، ولا يقبلن بروح رياضية حتى نتائج قرعة يلجأ إليها بعض الأزواج لاختيار اسم للمولود المنتظر، إذا خالف اختياراتهن.
اتهامات ترى نادية العبادي أنها "باطلة" وتجافي الحقيقة، فالأزواج هم من "ينكثون" وعودهم بتقاسم تسمية الأبناء، وتضيف "عندما حان دوري بتسمية ابننا فوجئت بأن زوجي سجل في شهادة الميلاد اسما مغايرا تماما لما اخترته بالاتفاق معه".
وبين الحرب والسلام يتفق الوالدان غالبا على ترك اختيار اسم المولود المنتظر لأطفالهم من دون أنّ يسفر ذلك عن النتيجة المرجوة، إذ يحاول كل منهما "رشوة" الأبناء لاختيار الاسم المفضل لديهما.
ثمة تأجيل يُبقي اسم الطفل المنتظر طي الغيب والانتظار، على اعتبار أن "كل مولود يأتي اسمه معه"، فلا داعي للعجلة في تقرير أمر قد يؤدي حسمه إلى زيادة الخلاف بين الزوجين. مقولة يؤكد معتصم المالكي إيمانه الكامل بها، ويضيف في حديثه إلى "العربي الجديد" أنه منذ نعومة أظفاره كان الجميع ينادونه أبوعلاء، وعندما جاء بكره سماه محمدا.
تغير الاسم من علاء إلى محمد، وقع في المسافة الفاصلة بين غرفة الولادة ومكتب استقبال المستشفى يقول المالكي، ويكمل كلامه: "عندما توجهت لإحضار ورقة تبليغ الولادة من مكتب الاستقبال كان هناك زوج أمامي غاضب من ارتفاع فاتورة ولادة زوجته، حاول موظف الاستقبال تهدئة الزوج من دون جدوى، فدعاه الموظف أنّ "يصلي على النبي" بعد أن تعالى صوت المواطن بشكل كبير".
دعوة استجاب لها المالكي، فردد مع الجميع الصلاة على النبي، وعندما سأله موظف الاستقبال بعد مغادرة الزوج الغاضب: "ماذا تريد أن تسمي المولود؟ فأجابه بلا تردد: سمِّه محمدا".
وكالات