وكالات- الاقتصادي- وجدت دراسة أن تناول نوع مسكن شائع بانتظام يمكن أن يساعد على خفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى أولئك الذين لديهم عوامل خطر أكبر للإصابة بالمرض.
وأظهرت الدراسة الجديدة التي أجراها فريق من مستشفى ماساتشوستس العام أن تناول حبتين من الأسبرين أسبوعيا قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى البالغين الذين يعيشون أنماط حياة غير صحية.
وقد شملت الدراسة نحو 108 آلاف من المتخصصين في مجال الصحة، وكان معظمهم في سن الخمسين تقريبا.
وسجل الباحثون تناولهم للأسبرين وخصصوا لهم درجة نمط حياة بناء على مؤشر كتلة الجسم واستهلاك الكحول والنشاط البدني والنظام الغذائي والميل إلى التدخين.
وقد تم تعريف الاستخدام المنتظم للأسبرين على أنه قرصان قياسيان أو أكثر (325 مغ لكل منها) أو ستة أقراص منخفضة الجرعة على الأقل (81 مل لكل منها) في الأسبوع.
وتابع الباحثون المشاركين لأكثر من ثلاثة عقود، حيث وثق الباحثون نحو 2500 حالة من سرطان القولون والمستقيم.
وقد توصلوا إلى أن أولئك الذين لديهم أنماط حياة غير صحية، وخاصة إذا كانوا يعانون من زيادة الوزن أو التدخين المفرط، يتمتعون بأكبر فائدة من استخدام الأسبرين مقارنة بأقرانهم الأكثر صحة.
وكان لدى المشاركين غير الأصحاء احتمال بنسبة 3.4% للإصابة بسرطان القولون والمستقيم إذا لم يتناولوا الأسبرين بانتظام مقابل احتمال بنسبة 2.1% إذا تناولوه.
ومن بين المشاركين الأكثر صحة، كانت معدلات سرطان القولون والمستقيم 1.5% في مجموعة تناول الأسبرين و1.6% في مجموعة عدم تناول الأسبرين.
وقال الدكتور دانييل سيكافي، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ماساتشوستس العام: "تظهر نتائجنا أن الأسبرين يمكن أن يخفض بشكل متناسب المخاطر المرتفعة بشكل ملحوظ لدى أولئك الذين لديهم عوامل خطر متعددة لسرطان القولون والمستقيم".
ويعد سرطان القولون والمستقيم أحد أكثر أنواع السرطان شيوعا في جميع أنحاء العالم، كما أنه واحد من الأمراض المرتبطة بالسمنة والتي أصبحت أكثر انتشارا بين الأجيال الأصغر سنا.
ويقول الباحثون إن الأسبرين يمكن أن يساعد الجهاز المناعي في تحديد الخلايا السرطانية واستهدافها، وتثبيط الالتهاب، وهو عامل خطر لسرطان القولون والمستقيم، وتعزيز نمو البكتيريا المعوية المفيدة.
وقد وجدت دراسات سابقة أدلة تشير إلى أن الأسبرين يمكن أن يقلل من إنتاج البروتينات المؤيدة للالتهابات، والمعروفة باسم البروستاغلاندين، والتي يمكن أن تعزز تطور السرطان. وقد يمنع الأسبرين أيضا مسارات الإشارة التي تسبب نمو الخلايا خارج نطاق السيطرة، وتؤثر على الاستجابة المناعية ضد الخلايا السرطانية، وتمنع تطور الأوعية الدموية التي تزود الخلايا السرطانية بالعناصر الغذائية.
ومن المرجح أن يمنع الأسبرين سرطان القولون والمستقيم من خلال آليات متعددة، وفقا للباحثين.
ولم تقيم الدراسة الآثار الجانبية المحتملة للاستخدام الدائم للأسبرين، مثل النزيف. وبالإضافة إلى ذلك، في حين حاولت الدراسة التحكم في مجموعة واسعة من عوامل الخطر لسرطان القولون والمستقيم، عند مقارنة المجموعات التي لا تتناول الأسبرين وتلك التي تتناوله بنفس مستوى عوامل الخطر، نظرا لأنها كانت دراسة مراقبة، فمن المحتمل أن تكون هناك عوامل إضافية أثرت على النتائج.
نُشرت النتائج يوم الخميس في JAMA Oncology.