طورت وكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا" أخيراً جهاز روبوت صغير سيمكنها من استكشاف البراكين الأرضية. وتهدف العملية إلى رسم مخطط ثلاثي الأبعاد للتشققات البركانية، من أجل فهم أفضل لآليات ثوران البركان.
وتخطط وكالة الفضاء الأميركية لاستخدام هذه البيانات في استكشافاتها المستقبلية للبراكين خارج كوكب الأرض. وتسعى وكالة "ناسا" إلى التعمق في فهم البراكين، خصوصا لحظة ثورانها.
ومن أجل هذا، فقد طور فريق من مختبر الدفع النفاث (Jet Propulsion Laboratory) روبوتات متحركة آلياً، وقادرة على التسلل عبر الشقوق البركانية، والتي من خلالها تصعد الحمم المنصهرة إلى السطح.
وتهدف مهمة روبوتات "فولكانوبوت" (VolcanoBot)، إلى رسم خريطة ثلاثية الأبعاد تحدد بدقة أماكن التشققات البركانية. وتقول كرولين برشيتا، باحثة تعمل في المشروع: "لا نعرف بالضبط كيف يحصل الانفجار البركاني. لدينا نماذج، ولكنها بسيطة جداً. ويهدف هذا المشروع إلى جعلها نماذج أكثر واقعية".
وقد أرسلت أول بعثة تجريبية في منتصف شهر مايو الماضي إلى هاواي، لدراسة أعماق بركان كيلوا، وهو أحد البراكين الأكثر نشاطاً في العالم.
ويسير الروبوت على عجلتين، وهو عبار عن صندوق بطول 30 سم، وبارتفاع 17 سم. ويدمج في شكله البدائي جهاز استشعار الرؤية ثلاثية الأبعاد من شركة آبل (3D PrimeSense)، وهي على غرار جهاز كيناكت (Kinect) لمايكروسوفت.
حيث استطاع الروبوت الوصول إلى عمق 25 متراً، مرتبطاً بالسطح باستخدام حبل، ليرسم نموذجا ثلاثي الأبعاد لعمق الأرض البركانية.
ولكن ما العلاقة بين ناسا وبين دراسة البراكين؟ تجيب الوكالة بأنها تنوي استخدام البراكين الأرضية كساحة تدريب، لتكون قادرة يوماً ما على إرسال روبوت “فولكانوبوت” لدراسة البراكين خارج كوكب الأرض، بما في ذلك القمر أو كوكب المريخ. إن التشققات البركانية هي الخاصية الفيزيائية الأكثر شيوعاً، والتي من خلالها تتدفق الحمم البركانية. وهذا الاستنتاج ينطبق أيضاً على براكين قديمة متواجدة على سطح القمر وعطارد وغيرها.
وتحضّر ناسا لنسخة ثانية من روبوت "فولكانوبوت"، وهي نسخة أصغر حجماً (25 سم طولاً وبعجلات ذات قطر 12 سم)، وسوف تخوض في شهر مارس/آذار المقبل تجربة النزول مرة ثانية في تشققات بركان كيلوا، في محاولة للتوغل أكثر.
ويتوقع أن تكون النتائج أكثر دقة، لتحديد علامات بداية النشاط البركاني، وللمساعدة في تحسين تحديد المخاطر.