الاقتصادي - مثّل الإعلان عن توقف الرصيف البحري الذي أقامته الولايات المتحدة في قطاع غزة لإدخال المساعدات الإنسانية، "إحراجا" لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالنظر إلى تكلفته الباهظة، وكونه لم يصمد حتى لأسبوعين، بحسب إعلام عبري.
وقال موقع "كالكاليست" الاقتصادي الإسرائيلي، الأربعاء: "انهار الميناء العائم، الذي بناه الجيش الأمريكي بتكلفة 320 مليون دولار، بسبب الظروف الجوية والأمواج القوية".
وأوضح أنه "سيتم نقل الأجزاء إلى ميناء أسدود (جنوب إسرائيل) لإصلاحها، الأمر الذي سيستغرق أكثر من أسبوع".
من جانبه، قال موقع "كيكار هشبات" (ساحة السبت)، المقرب لجمهور اليهود المتدينين (الحريديم): "تعرض الرصيف المؤقت الذي بنته القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" لانتكاسة أخرى، بعد أن انفصل عن الشاطئ وانجرف إلى البحر".
وأضاف: "في مقطع فيديو نُشر الليلة الماضية (الثلاثاء/الأربعاء)، يمكن سماع جندي إسرائيلي يسخر من الرصيف المؤقت الذي بناه الأمريكيون للعدو (الفلسطينيون)".
وتابع: "السبت الماضي، اضطرت سفن أمريكية مرتبطة بخطة الرصيف إلى تغيير اتجاه إبحارها من غزة إلى إسرائيل بسبب الأمواج الهائجة، والأحد كان الرصيف نفسه قد تفكك بالفعل".
**إحراج كبير
من جانبه، قال موقع "زمان إسرائيل" العبري، إن الأمريكيين "يواجهون صعوبة في تشغيل الرصيف العائم، بسبب سلسلة من الإخفاقات"
وأشار الموقع إلى أنه منذ تشغيل الرصيف البحري، جرفت الأمواج 4 أجزاء منه إلى المنطقة بين عسقلان وأسدود، وتم سحبها مرة أخرى وإعادتها إلى الرصيف في ساحل غزة.
أما القناة 12 الإسرائيلية الخاصة، وصفت الأمر بأنه "إحراج كبير لإدارة بايدن".
وقالت: "بعد أقل من أسبوعين، تم تدمير الرصيف الخاص في غزة وإغلاقه مؤقتا".
وتابعت القناة: "يعتبر الرصيف العائم المشروع الرئيسي للرئيس بايدن فيما يتعلق بضبط المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع. واستمر بناؤه حوالي شهرين، ولم يبدأ تشغيله إلا قبل أقل من أسبوعين".
وبحسب القناة، دخلت عبر الرصيف 137 شاحنة مساعدات إنسانية باتجاه قطاع غزة، بحمولة 900 طن.
وأضافت: "يوم السبت تعرضت عدة سفن أمريكية، لأضرار، وجرف بعضها على الأقل إلى الشاطئ بسبب الظروف البحرية الصعبة. كما تضرر الرصيف أيضا، لكنه ظل يعمل، وبعد حوالي يومين فقط تعرض لأضرار شديدة مرة أخرى وتوقف عن العمل".
**انتكاسة للجهود الأمريكية
والثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن تعليق نشاط الرصيف مؤقت،لكن مسؤولين عسكريين أمريكيين شككوا في حديثهم لصحيفة "وول ستريت جورنال" في هذا الأمر، وقالا إن الرصيف قد لا يكون مناسبا لظروف البحر والرياح في المنطقة.
وسبق أن أسقط الجيش الأمريكي مساعدات على غزة بالمظلات، لكن هذا الأمر تعرض لانتقادات باعتباره مكلفا وغير فعال، خاصة عند مقارنته بتوصيله عبر المعابر البرية التي تسيطر عليها إسرائيل.
بدورها، عنونت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرها حول توقف الرصيف الأمريكي بـ "12 يومًا، 320 مليون دولار: العمر القصير للرصيف الإنساني في غزة".
وأشارت إلى أن المشروع شابه منذ البداية العديد من التحديات، من بينها التهديدات الأمنية الناجمة عن هجمات مسلحة محتملة، وصولا إلى نقص الوقود اللازم للشاحنات بسبب الحصار الإسرائيلي.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية، يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، وصلت إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع.
وتوقف عبور المساعدات من خلال معبر رفح بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو الجاري، فيما أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم أمام حركة دخول المساعدات في الـ5 من الشهر نفسه.
**الجدول الزمني للأحداث
7 مارس/آذار الماضي: أعلن بايدن أن الجيش الأمريكي سيقوم ببناء رصيف مؤقت في غزة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، بهدف تجاوز الطرق البرية التي تسيطر عليها إسرائيل. وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي يواجه فيه بايدن ضغوطا متزايدة في الداخل بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة.
8 مارس: حدد البنتاغون جدولا زمنيا مدته 60 يوما للمشروع الذي سيشارك فيه أكثر من 1000 جندي أمريكي. وقد تم تصميم الرصيف ليكون عبارة عن هيكل عائم متصل بالأرض عبر جسر مؤقت، حيث يتم فحص شحنات المساعدات أولاً في قبرص قبل شحنها إلى غزة.
25 أبريل/ نيسان الماضي: بدء أعمال البناء في منتصف موسم العواصف في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وشملت إنشاء الرصيف العائم وجسر لربطه بالشاطئ، وسط توقعات بأن يتعامل الرصيف مع ما يصل إلى 150 شاحنة من المساعدات يوميًا بمجرد تشغيله بكامل طاقته.
1 مايو/ أيار الجاري: أفاد البنتاغون أن أكثر من 50 بالمئة من أعمال البناء قد اكتملت، مع وجود الرصيف العائم في مكانه والجسر قيد الإنشاء.
2 مايو: توقف البناء مؤقتا بسبب سوء الأحوال الجوية.
9 مايو: غادرت سفينة ساغامور التي ترفع علم الولايات المتحدة، وهي سفينة حاويات تم تخصيصها لتوصيل المساعدات، قبرص، مما يمثل أول شحنة كبيرة مخصصة للرصيف الجديد.
17 مايو: أعلن البنتاغون تثبيت الرصيف على شاطئ غزة ومن المقرر أن تبدأ المساعدات في التدفق.
18 مايو: بمجرد أن أصبح الرصيف جاهزًا للعمل، ظهرت تقارير عن تعطل أحد الأقسام، مما تسبب في تعليق مؤقت لاستخدامه.
20 مايو: استئناف عمليات تسليم المساعدات مع تعديل المسارات، ووصول 17 شاحنة إلى مستودع برنامج الأغذية العالمي دون وقوع أي حادث.
21 مايو: أقر البنتاغون بأنه لم يتم توزيع أي مساعدات وصلت عبر الرصيف على المدنيين في غزة، مشيرا إلى التحديات اللوجستية.
23 مايو: القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" قالت إنه تم نقل 1.2 مليون رطل من المساعدات إلى نقطة نقل شاطئية على شاطئ غزة، وقامت الأمم المتحدة بتوزيع ثلثي هذه المساعدات على مناطق أخرى في غزة. ويشارك في العملية حوالي 1000 جندي وبحار.
25 مايو: أعاقت الأمواج الهائجة نقل المساعدات من 4 سفن تابعة للجيش الأمريكي عند الرصيف، وجرفت الأمواج بعض السفن من مراسيها، وبدأت الجهود لاستعادتها بمساعدة من الجيش الإسرائيلي. ليقول البنتاغون إن الرصيف متضرر لكنه لا يزال يعمل.
28 مايو: قال البنتاغون إن الرصيف قد انهار وسيلزم إصلاح أجزاء منه. وبدأت القوات الأمريكية عملية إزالة الرصيف من موقعه الراسي على الساحل تمهيدا لسحبه إلى مدينة أسدود الساحلية الإسرائيلية لبدء الإصلاحات، والتي يقدر الجيش أنها ستستغرق أكثر من أسبوع. -